البيت لا يحمي الفتيات من الاعتداءات الجنسية

24 فبراير 2015
36% من الاعتداءات تحصل في بيت الضحية (العربي الجديد)
+ الخط -
ربما يظنّ كثيرون أن بقاء الأطفال في المنزل يعادل تأمين الحماية لهم من الاعتداءات الجنسية وغير ذلك. لكن يبدو أن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً على الإطلاق. إذ أعلنت الجمعية العربية لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية في الداخل الفلسطيني "السوار" في إحصائياتها لعام 2014، أن 70 في المائة من الاعتداءات الجنسية تتم من قبل أحد أفراد العائلة، وتقع 36 في المائة منها في بيت الضحية. وكانت الجمعية قد تلقت 850 شكوى من قبل فتيات ونساء تعرضن لاعتداء جنسي على خطها الساخن.

وقالت إن 75 في المائة من الشكاوى جاءت من ضحايا الاعتداء الجنسي بهدف الحصول على دعم. وأضافت أن 38 في المائة من الاعتداءات ارتكبها الزوج بحق الزوجة، و20 في المائة ارتكبها ابن العم أو ابن الخال، و15 في المائة الأب والخطيب، علما أن 13 في المائة من الاعتداءات حصلت داخل مكان العمل، و11 في المائة ارتكبها أشخاص غرباء. ولفتت إلى أن 13 في المائة فقط يقدمون شكوى للشرطة ضدّ المعتدي.

في السياق، تروي المنسقة العامة للجمعية ليلى جاروشي لـ "العربي الجديد" قصة إحدى الأمهات التي قدمت شكوى بحق زوجها الذي اغتصب ابنته. اكتشفت الأمر بعدما لاحظت تغيراً بسلوك ابنتها، فصارت تراقبها إلى أن تشجعت الطفلة وأخبرت خالتها بالأمر. تضيف: "لم تنته المأساة هنا. فقد اعتدى الأب على بناته الأخريات أيضاً. وبعد سجنه، تتعرض الأم لمضايقات، علماً أنها تسكن المبنى نفسه الذي تقطن فيها عائلة زوجها. عدا عن أنها صارت مسؤولة عن إعالة أطفالها وحمايتهم".

من جهتها، تقول العاملة الاجتماعية والمسؤولة عن مشروع الخط الساخن في الجمعية، هزام هردل، إن "هناك ثلاث نقاط هامة أظهرتها الأرقام. الأولى هي أن نسبة الأعلى من الاعتداءات يرتكبها أحد افراد العائلة، ما يعني تضارباً في العادات والتقاليد وخصوصاً الحفاظ على شرف العائلة. الثانية هي أن الضحية، في معظم الحالات، هي من تقوم بالتوجه إلينا من دون أن تنتظر أحداً. أما الثالثة، فهي أن الاعتداء الجنسي يتم داخل بيت الضحية بنسبة 36 في المائة من الحالات".

تضيف هردل أنه "لا يوجد هناك عمر للمعتدي. يمكن أن يكون شاباً أو مسناً". تجدر الإشارة إلى أن الجمعية تعمل على توعية المواطنين وتثقيفهم، لافتة إلى أننا نعمل أيضاً على إعطاء محاضرات تثقيفية في المدارس، بالإضافة إلى دورات لدعم الفتيات. كذلك، نقدم لهم الاستشارة القانونية.
دلالات
المساهمون