أثار انضمام العراق إلى التحالف الرباعي، الذي يضم روسيا، وإيران، وسورية، مخاوف كتل سياسيّة من تمزّق البلاد، في وقت أكّد فيه مسؤولون عدم إحاطة البرلمان ولا مجلس الوزراء بأيّ علم بالانضمام إلى التحالف، وأنهما علما به من خلال الإعلام.
وقال المتحدّث باسم كتلة متحدون، النائب ظافر العاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اتخاذ قرار خطير كقرار الانضمام إلى التحالف الرباعي يجب أن يمرّر في البرلمان وأن يناقش داخل مجلس الوزراء".
وأكّد أنّ "البرلمان العراقي لم يُحَط بأيّ علم ولا حتى بوجود فكرة لهذا التحالف، وأنّه سمع من خلال إعلان حزب الله اللبناني عبر وسائل إعلامية عن تشكيل التحالف، كما الحال في مجلس الوزراء الذي لم يناقش الموضوع"، منتقداً "اتفاقات الكواليس والغرف المظلمة".
وأشار إلى أنّه "في الوقت الذي نبحث فيه عن حلول للأزمات السياسية التي أنهكت البلاد، والسعي لأن يكون العراق بلدا ديمقراطيّا تُحترم به كل المكونات، وكل منها يأخذ استحقاقاته الدستورية، مع احترام الرأي الآخر، نجد أن البلاد بدأت تغوص بمستنقع الدكتاتورية والتفرّد بالقرار لجهات تمثل جزءا من البلاد لا كلها".
وعدّ إبرام اتفاقيات كهذه وتجاوز البرلمان ومجلس الوزراء "خرقا واضحا للدستور والاتفاقات المبرمة بين الكتل السياسيّة، وتجاوزا على الكتل الشريكة في الحكم".
من جهته، اعتبر النائب عن تحالف القوى أحمد السامرائي، التحالف الرباعي "غطاءً لنفوذ إيراني خطير في العراق".
وقال السامرائي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنطقة بما فيها العراق تشهد تصارع نفوذ دولي، إيران وروسيا من جهة، والولايات المتحدّة من جهة أخرى"، موضحا أنّ "العراق بلد خطير ومؤثّر بالمنطقة بشكل كبير لأنّه يعدّ حلقة الوصل بين إيران والمحيط العربي، لذا فإنّ طهران لا تفرّط بنفوذها في البلد مهما يكن، بل تسعى لتجديده وتطويره".
وأضاف أنّ "روسيا هي الوجه الثاني لإيران، فبينهما ارتباطات وتعاون مشترك بشكل كبير، وهذا واضح من خلال توحّد سياساتهما في المنطقة العربية، ومنها سورية والعراق"، مبيّنا أنّ "الاتفاق النووي الذي عقدته إيران أخيرا، تضمّن تقاسم مناطق النفوذ وأن ينحسر نفوذها في العراق مقابل تكثيف النفوذ الأميركي، أصبح ملزما لها، الأمر الذي دفعها إلى اللجوء لروسيا وسورية لتشكيل التحالف الجديد ليكون واجهة لها وغطاءً لتكثيف نفوذها في العراق تحت مسمى التحالف الرباعي، وحتى لا تخرق بنود الاتفاق النووي".
وأكّد أنّ "الموضوع خطير للغاية، فإنّ المحافظات الخاضعة لسيطرة داعش (الأنبار وصلاح الدين ونينوى)، بدأت تأمل خيرا بعد انسحاب قوات الحرس الثوري الإيراني، ومليشيات الحشد الشعبي، ما فتح الباب أمام العوائل النازحة منها للعودة من جديد، أما اليوم وبعد عودة النفوذ الإيراني الخطير ستعود الصورة السوداوية القاتمة في تلك المحافظات، وستفقد الأمل بتحريرها وعودة أهلها".
ودعا الرئاسات الثلاث إلى "اتخاذ موقف واضح وموحّد من التحالف، وعقد اجتماع طارئ لمناقشة تداعياته الخطيرة".
يشار إلى أنّ رئيس الحكومة العراقيّة، حيدر العبادي، دافع عن انضمام العراق إلى "التحالف الرباعي"، والذي يضم روسيا وإيران وسورية، ملوّحاً بـ"تعاون عسكري معه"، فيما انتقد سياسيون هذا الموقف الذي "يحوّل البلاد ساحة لتصفية الحسابات الدوليّة".
اقرأ أيضا: الأسد: موسكو لا تناقش تغيير النظام وتحركها "منظم"