التحالف العربي يقر بخلافات الحكومة اليمنية والإمارات بشأن سقطرى

08 مايو 2018
تعاظم الرفض اليمني للوجود الإماراتي في سقطرى (سيلفان كوردييه/Getty)
+ الخط -
أقر التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، مساء الاثنين، بوجود خلاف بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات بشأن جزيرة سقطرى. بينما يتعاظم الرفض اليمني للوجود الإماراتي في الجزيرة.

وتحدث المتحدث الرسمي باسم قوات "التحالف"، تركي المالكي، في مؤتمر صحافي عقده في الرياض، عن "بعض الاختلافات التي كانت موجودة في وجهات النظر بين الأشقاء الإماراتيين والحكومة المحلية في طريقة التعامل مع بعض المسائل بالجزيرة".

وأضاف أنه "تم الاتفاق على وضع آلية للتنسيق الشامل والمشترك بين التحالف والحكومة اليمنية"، دون أن يكشف عن مضامين هذا الاتفاق.

وأشار إلى أن "التحالف والحكومة الشرعية يؤكدان على توحد الأهداف والرؤى التي انطلقت من أجلها عاصفة الحزم وإعادة الأمل حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية وإعادة الشرعية".

وتأتي هذه التصريحات في وقت يتعاظم فيه الرفضُ الشعبي للوجود الإماراتي في محافظة سقطرى، يوماً بعد آخر، في ظلّ الأزمة المتصاعدة بين أبوظبي والحكومة اليمنية في الجزيرة.

وفي هذا السياق، قال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، يوم الاثنين، إن مواطنين من أبناء سقطرى منعوا، الأحد، قوة إماراتية من نصب نقطة عسكرية في ساحل منطقة نوجد، بحجة مراقبة الساحل الجنوبي للجزيرة.

وأشار المصدر إلى أن القوة الإماراتية كانت قد شرعت في إقامة النقطة العسكرية قبل أن يتداعى مواطنون إلى المكان ويمنعونها من إكمال مهمتها، وذلك بعد علمهم بعدم وجود أوامر من السلطة المحلية تخولها إقامة الحاجز العسكري.

ولفت المصدر إلى أن القوة الإماراتية غادرت المنطقة، وحاولت إقامة نقطة عسكرية في مكان آخر على الساحل الجنوبي، لكن رفض المواطنين حال مرة أخرى دون ذلك، قبل أن تُجبَر القوة على العودة إلى إحدى ثكناتها في مدينة حديبو، عاصمة المحافظة.

وكانت مدينة حديبو قد شهدت، صباح الاثنين، تظاهرة حاشدة تنديداً بالتدخلات الإماراتية في الجزيرة، ومؤكدة على الحفاظ على السيادة الوطنية.

وجابت التظاهرة شوارع مدينة حديبو، قبل أن تستقر أمام مقر إقامة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر والوفد المرافق له، الذي يزور الجزيرة منذ أيام.

وكانت مدينة حديبو شهدت، يوم الأحد، تظاهرة نسائية احتجاجاً على التدخلات الإماراتية وتأييداً للحكومة الشرعية.

وبعد أيام من اندلاع الأزمة بين الحكومة اليمنية والإمارات على خلفية استقدام الأخيرة قوة عسكرية الأسبوع الماضي، تتكون من أكثر من مائة جندي وعدد من الدبابات والعربات العسكرية، وانتشارها في مطار وميناء سقطرى، يبدو أن الأزمة في طريقها للتصعيد، خصوصاً مع صلابة الموقف الحكومي هذه المرة، مسنوداً بالدعم الشعبي، وهو الأمر الذي افتقدته الحكومة في مواجهتها للتدخلات الإماراتية في محافظات أخرى.

وكانت الحكومة اليمنية أعلنت، في بيان مساء السبت الماضي، أن وجود القوات الإماراتية في جزيرة سقطرى أمر لا مبرر له، واصفة ما يحدث بأنه نتيجة لاختلال العلاقة بين الحكومة والإمارات حول السيادة ومن يحق له ممارستها.

وتهيمن دولة الإمارات على جزيرة سقطرى، منذ قرابة ثلاثة أعوام، وذلك بعد تدخلها تحت لافتة العمل الإنساني، قبل أن تبسط نفوذها على مختلف القطاعات، بما فيها الأمن والخدمات.

وتتميز جزيرة سقطرى المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي بتنوعها الحيوي، مع وجود المئات من الحيوانات والنباتات النادرة، فضلاً عن تفرد شواطئها بمناظر خلابة، إلى جانب الخضرة التي تكسو معظم مناطقها في فصل الشتاء.


(الأناضول، العربي الجديد)