التحالف ضدّ "داعش" يتوسع: 600 جندي أسترالي إلى الإمارات

14 سبتمبر 2014
احتجاجات مؤيدة للتحالف ضدّ "داعش" بماريلاند (نيكولاس كام/فرانس برس/getty)
+ الخط -

لا ينفكّ التحالف الدولي ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يتمدّد، بالتوازي مع استفحال خطر التنظيم، الذي أعدم أمس، رهينة جديدة؛ بريطاني هذه المرّة. فيما كشفت فرنسا عن خطر "المتطرّفين" فوق أراضيها، معلنة أنها أحصت 900 شخص من سكان فرنسا متورطين في القتال إلى جانب "داعش" في العراق وسورية.

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي طوني أبوت، اليوم الأحد، أن بلاده سترسل 600 عنصر إلى الإمارات للانضمام الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". ويأتي إعلان أبوت بعد يومين على رفع كانبيرا مستوى التحذير في البلاد من متوسط إلى مرتفع ما يعني أن مخاطر وقوع عمل إرهابي "مرجحة" بدون أن تكون بالضرورة "وشيكة".


قال أبوت إن نشر حوالي "400 عنصر من سلاح الجو وحوالي 200 عسكري" يأتي إثر طلب رسمي قدمته واشنطن لأستراليا للمساهمة في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضاف أن أستراليا "لا تنشر قوات مقاتلة، وإنما تساهم في الجهود الدولية الهادفة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية".

وأشار رئيس الوزراء الأسترالي خلال مؤتمر صحافي في داروين، إلى وجود "قرارات أخرى يجب أن تتخذ قبل أن تلتزم القوات الأسترالية بعمليات قتالية في العراق".

وقال إن "أستراليا مستعدة رغم ذلك للمشاركة في عمليات دولية لإضعاف "داعش" بسبب التهديد الذي يشكله هذا التنظيم القاتل ليس فقط لشعب العراق أو لشعوب الشرق الأوسط وإنما للعالم بأسره بما يشمل أستراليا".

وتشمل القوات الأسترالية المتجهة إلى الإمارات للانطلاق في عمليات عسكرية في المنطقة، ثماني مقاتلات "راف" أف إيه 18 وطائرة إنذار مبكر ومراقبة "إيربورن" وطائرة "كي سي 30 إيه" لنقل الدبابات والجنود.

وأوضح أبوت أن قوات الدفاع تستعد أيضاً لإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة قوات عراقية وقوات أمنية أخرى تحارب تنظيم "الدولة الإسلامية". وأكد أن نشر هذه القوات يركز على العراق وليس سورية. وقال "في هذه المرحلة، أستراليا لا تنوي القيام بتحركات في سورية". وأوضح أن "قانونية العمل في العراق بموافقة وترحيب الحكومة العراقية مختلفة تماماً عن قانونية العمل في سورية، التي لديها حكومة لا تعترف بها أستراليا".

تنديد دولي بذبح "داعش" للرهينة البريطاني

في غضون ذلك، أكدت الخارجية البريطانية أنّ الشريط الذي بثه تنظيم "داعش" صحيح، وقال المتحدث لوكالة الأنباء الفرنسية "كل شيء يدل على أن شريط الفيديو صحيح وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأنه ليس كذلك".

وبث تنظيم "الدولة الإسلامية"، مساء أمس السبت، شريط فيديو يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز، وبرر إعدام الرهينة بأنه ردّ على انضمام لندن إلى "التحالف الشيطاني" الذي تقوده واشنطن ضدّه. وحمل شريط الفيديو عنوان "رسالة إلى حلفاء أميركا".

وقد ندّدت الرئاسة الفرنسية بإعدام الرهينة البريطاني ديفيد هينز، على يد تنظيم "داعش"، معتبرة أنها "جريمة قتل بشعة تظهر جبن وحقارة" التنظيم. وقالت في بيان إن "جريمة القتل البشعة لديفيد هينز تؤكد مرّة جديدة ضرورة حشد المجموعة الدولية صفوفها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تنظيم الجبن والحقارة". وعبرت عن "تضامنها" مع عائلة الرهينة وبريطانيا.

موقف مماثل صدر من برلين، حيث أصدرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير بيان مشترك وصفا فيه العمل بأنه شنيع وهمجي. فيما اعتبر شتاينماير أنه "مع نشر صور هذه الجريمة على الإنترنت، تم خرق محرمات أخرى بشكل غير مقبول".

وأضاف "في أماكن حكم الدولة الإسلامية تحصل عمليات قتل واغتصاب وحرق. يجب أن تكافح المجموعة الدولية هذا التنظيم الذي يشكل تهديداً للعراق والمنطقة ولنا أيضاً".

 وأشاد الوزير الألماني بعقد مؤتمر حول أمن العراق في باريس يوم غدٍ الإثنين، والذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم. وقال إن "مبادرة فرنسا تأتي في وقت مناسب، نحن بحاجة الآن إلى استراتيجية لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية".


930 مقيماً في فرنسا متورطون مع "داعش"

وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الأسبوعية أنّ 930 شخصاً من سكان فرنسا لهم علاقة حالياً بالقتال في العراق وسورية. وقال إن "930 فرنسياً أو أجنبياً مقيمين في فرنسا ضالعون حالياً في القتال في سورية والعراق".

وأضاف أن "350 موجودون في الميدان من بينهم 60 امرأة. وغادر حوالي 180 سورية، فيما يتجه حوالي 170 إلى المنطقة". وتابع "كما أعرب 230 شخصاً عن نيتهم الذهاب إلى سورية. والى هذا العدد الإجمالي البالغ 930 شخصاً، يضاف إليهم 36 قتلوا هناك".

من جهة ثانية، أكد كازنوف أنه تم الحيلولة دون "مغادرة 70 شخصاً على الأقل" من أصل "350 بلاغاً، كانت 80 منها تتعلق بقصر و150 بنساء".

ردّاً على سؤال حول روايات المشاركين الفرنسيين في القتال بعد عودتهم، قال الوزير إنّ "البعض تبنى ما فعل وأعرب عن الاستعداد للعودة، لكن البعض الآخر أبدى صدمة من العنف أو الفظائع التي شهدها أو شارك فيها، ورفض العودة اليها". وتابع "كما يؤكد آخرون أنهم ذهبوا لغرض إنساني فيما نملك معلومات مؤكدة تثبت أنهم قاتلوا في صفوف الجهاديين".

وفي سياق التعاون الدولي في الحرب على "داعش"، اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب في أندونيسيا أربعة أتراك يشتبه بعلاقتهم بالتنظيم. وأوقفت فرقة النخبة التابعة للشرطة الرجال الأربعة، إضافة إلى ثلاثة أندونيسيين بعد ملاحقة سيارتهم يوم أمس السبت في بوسو باقليم سولاويسي (وسط). وأوضح المتحدث باسم الشرطة، رافلي عمار "أنهم أتراك"، مضيفاً أنه يجري التحقيق في صلة الرجال الأربعة بتنظيم "داعش".

المساهمون