التحالف ضد "داعش" يفرض حظراً برياً بين العراق وسورية

02 يناير 2015
توصي التعديلات بقطع طرق انتقال "داعش" بين العراق وسورية(الأناضول)
+ الخط -
يبدو أنّ الدخول الأميركي إلى المستنقع العراقي مرة أخرى لن يتحقّق في الوقت الحالي، إلا بعد احتراق جميع الأوراق والخطط البديلة المتوفّرة في جعبة واشنطن للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، وتحقيق المكاسب السياسيّة السابقة التي خسرتها في العراق، بعد انسحابها منه في شتاء 2010.

وبعد 120 يوماً كاملاً من بدء التحالف الدولي عمليّاته العسكريّة في العراق وتنفيذها زهاء 1500 ضربة جويّة لمعاقل تنظيم "داعش" في العراق، بواقع 13 غارة جويّة في اليوم الواحد، شملت 39 مدينة وبلدة، في شمالي وغربي ووسط البلاد، فضلاً عن محيط بغداد، قرّرت غرفة عمليات التحالف الدولي المشتركة في بغداد، الأحد الماضي، زيادة جرعة الضربات الجويّة الموجّهة إلى التنظيم وتكثيف عمليات المراقبة للصحراء الغربية، بالإضافة إلى فرض منطقة حظر بريّة على الأرتال والقوافل التابعة لتنظيم "داعش"، في المنطقة الحدوديّة بين سورية والعراق.

ويقول مسؤول عسكري عراقي رفيع لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف الدولي أقرّ خطة جديدة للتعامل مع تنظيم "داعش" في العراق، دخلت مساء الإثنين الماضي، حيّز التنفيذ بعد صدور تقريرعن قائد قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، الجنرال لويد أوستن.

ويوضح المسؤول، الذي يشغل منصباً رفيعاً في وزارة الدفاع العراقيّة، أنّ "التحالف أقرّ تعديلات جديدة على خطّته الدوليّة في العراق، يقضي أبرزها بتكثيف الغارات الجويّة على مواقع التنظيم بواقع 50 في المائة عن السابق، على أن تشمل الغارات تجمّعات ومواقع التنظيم التي تزيد عن 10 مقاتلين وما فوق". كما تنصّ التعديلات، وفق المصدر، على "تدمير منصّات إطلاق صواريخ الكاتيوشا والغراد والـ"C5" ومدافع من عيار 120 مليمتراً و82 مليمتراً، فضلاً عن المدافع الثابتة التي يزيد مدى نيرانها عن 6 كيلومترات".

وتأتي هذه التعديلات الأميركيّة على خطة التحالف، بعد نهاء واشنطن تجهيز إحدى قواعدها في الكويت، بمحطة وقود طائرات، يمكنها الإقلاع وقصف الهدف المحدّد في وقت لا يتجاوز 45 دقيقة، إذا كان في شمال العراق، ونحو 60 دقيقة غربي البلاد".

وتشمل الخطّة أيضاً "إقامة أشبه ما يكون بمنطقة حظر بري على طول الحدود البريّة بين العراق وسورية، تبدأ من المثلث التركي العراقي السوري، المعروف باسم فيش خابور وتنتهي في منطقة مقر الذيب، أقصى غربي العراق، المحاذية لمدينة البوكمال السوريّة، على أن تتولى الطائرات استهداف الأرتال المسلّحة، التي تدخل أو تخرج من العراق باتجاه سورية أو العكس، بواسطة صواريخ موجّهة بشكل سيؤدي إلى إفقاد "داعش" الراحة في الانتقال أو نقل معدّات وأسلحة ثقيلة". ولن يقطع الإجراء، وفق المصدر العراقي، الاتصال نهائياً بين جناحي تنظيم "داعش" في العراق وسورية، لكنّه سيحدّ إلى نحو واضح منه، وخصوصاً أن عشرات مقاتلي التنظيم يتنقلون يومياً بسيارات كبيرة وصغيرة بين البلدين وبحريّة واسعة".