واستهدف طيران التحالف الدولي بغارات عنيفة ومتكررة، سبعة من مقرات "داعش" العشرين في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل أكثر من 70 عنصراً من التنظيم، وفق ما أفادت مصادر طبية في منبج لـ"العربي الجديد".
وأوضح أحد نشطاء المعارضة المقيمين في المدينة، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "طيران التحالف الدولي دمّر مبنى المركز الثقافي ومبنى مفرزة الأمن السياسي ومبنى البريد ومبنى المستوصف ومبنى الفرن الاحتياطي ومبنى الحسبة، الواقع على الطريق الذي يصل منبج بمدينة جرابلس. كما قصف مبنى مدرسة الفيصل، الواقع على طريق منبج ـ حلب، وذلك بغارات جوية بصواريخ فراغية موجّهة".
وكشف أن "إحدى الغارات استهدفت مبنى سكنياً يقطنه مواطنون محليون، بالقرب من الفندق في شارع قنبور وسط مدينة منبج، الأمر الذي أدى إلى دمار المبنى بالكامل وتضرر المباني المجاورة بأضرار كبيرة، ما نتج عنه مقتل 20 شخصاً على الأقل من المدنيين". وغصّت مستشفيات منبج بأكثر من 300 جريح.
وأدت الغارات العنيفة وغير المسبوقة للتحالف على منبج إلى نزوح نسبة كبيرة من سكان المدينة عنها نحو القرى والبلدات الواقعة في ريفها. ويشير هذا القصف غير المسبوق إلى نية التحالف الدولي توسيع هجماته على "داعش" بريف حلب الشرقي، لإبعاده بشكل نهائي عن المنطقة الاستراتيجية، التي تتوسط مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي ومناطق سيطرة قوات "حماية الشعب" الكردية في منطقة عين العرب بريف حلب الشرقي.
اقرأ أيضاً: مهزلة التدريب الأميركي للمعارضة السورية يرويها ضابط منسحب
إلا أن الجهة العسكرية التي سيقدم لها التحالف الدولي الغطاء الجوي للتقدم في المنطقة، وبالتالي القضاء على "داعش" فيها، لا تزال غير معروفة، خصوصاً مع تحفظات تركيا الواضحة على تحقيق القوات الكردية المزيد من التمدد على حساب التنظيم قرب الحدود التركية ـ السورية.
ولا يبقى في هذا الصدد سوى خيار تقديم التحالف غطاءً جوياً لقوات المعارضة، لتتقدم على حساب "داعش" بريف حلب الشرقي، خصوصاً مع وصول أولى مجموعات المعارضة المدرّبة ضمن برنامج التدريب الأميركي ـ التركي إلى جبهات القتال ضد التنظيم في محيط بلدة صوران بريف حلب الشمالي.
وفي موازاة غارات التحالف، تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام السوري و"داعش" في ريف تدمر الغربي، تحديداً في محيط منطقة قصر الحير الغربي، في البادية السورية، والتي تحاول قوات النظام السوري الانطلاق منها للتقدم نحو تدمر واستعادتها من "داعش". وكانت الاشتباكات قد اشتدّت بين الطرفين بعد استهداف "داعش" حاجزاً كبيراً لقوات النظام في المنطقة بسيارة مفخخة.
من جانب آخر تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام السوري المدعومة بقوات "حزب الله" اللبناني من جهة وبين قوات المعارضة السورية، المتحصّنة في مدينة الزبداني غرب مدينة دمشق من جهة أخرى. وأكدت الناشطة الإعلامية ميس الزبداني لـ "العربي الجديد"، أن "مقاتلي المعارضة دمّروا آليات عسكرية، وقتلوا عناصر لحزب الله والنظام في المحور الجنوبي لمدينة الزبداني، خلال محاولتهم اقتحام المدينة".
وأوضحت أن "مسلّحي الزبداني مع مقاتلي جبهة النصرة الموجودين في الجبل الشرقي منذ سنتين، فتحوا المعركة للتخفيف من ضغط قوات النظام على الزبداني، وهاجموا حواجز عدة هناك". وأشارت إلى أنه "سقط ستة من مقاتلي المعارضة في هذه العمليات وهم من سرغايا، بحكم انتماء عناصر المعارضة إلى المدن والبلدات المحيطة بالزبداني، خصوصاً من أبناء مناطق وادي بردى وسرغايا والقلمون".
شمالاً، هاجمت قوات المعارضة بلدتي الفوعة وكفريا، المواليتين للنظام السوري، في ريف إدلب، وذلك في سياق زيادة ضغط قوات المعارضة على قوات النظام لتوقف هجومها على مدينة الزبداني. واستهدفت المعارضة الفوعة وكفريا بأكثر من 500 قذيفة من أنواع مختلفة بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، كما تمكنت من تدمير أربع آليات عسكرية، ما أدى لمقتل أكثر من 10 من المقاتلين المتحصنين في البلدتين، بحسب مصادر من "حركة أحرار الشام"، أحد فصائل المعارضة التي تحاصر البلدتين.
وتمكنت قوات المعارضة من تفجير مستودع كبير لقوات النظام والمليشيات المحلية المتمركزة في البلدتين، لكن قوات النظام والمليشيات الموالية لها، تمكنت من صد هجوم قوات المعارضة وذلك بعد تمكنها من استعادة السيطرة على قريتي الصواغية ودير الزغب، اللتين سيطرت عليهما قوات المعارضة في وقت سابق، قرب بلدة الفوعة قبل أن تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليهما.