ذكرت وسائل إعلام أميركية، اليوم الثلاثاء، أن العديد من القرى والمباني غرقت بسبب انهيار سد أوروفيل في ولاية كاليفورنيا الأميركية، في الوقت الذي اتضح أنه تم تحذير المسؤولين عن هيكله المتداعي منذ اثني عشر عاما.
وأمرت السلطات مئات الآلاف بإخلاء منازلهم وأماكن العمل القريبة من محيط السد. وقد يكون مسؤولون تجاهلوا تحذيرات قبل 12 عاما تركز على أن الهيكل البالغ من العمر 49 عاما كان معرضاً لخطر الانهيار. ويبدو أيضا أن إصلاحات السد الضخم - الذي تعرّض للانهيار بعد موجة مفاجئة من الأمطار الغزيرة - لم تكن على قائمة الحاكم جيري براون لمشاريع البنية التحتية الرئيسية هذا الشهر، بقيمة 100 مليار دولار.
وتتواصل لليوم عمليات إجلاء عشرات الآلاف من محيط سد أوروفيل والمناطق المجاورة له، بعد اكتشاف تصدّع في قناة لتصريف المياه من السد الذي تَهَدّم بشدة بسبب فيضان بالمياه، وأصبح في حالة خطرة.
من جهته، طلب حاكم الولاية، جيري براون، من إدارة الرئيس دونالد ترامب، مساعدة من السلطات الاتحادية، للتعامل مع الفيضانات المحتملة، وعمليات الإجلاء.
بدوره، قال قائد شرطة منطقة "بوت كنتري"، كوري هونيا، في تصريح صحافي، إنه مازال من المبكر الحديث عن إمكانية عودة الأهالي إلى منازلهم، رغم انحسار المياه.
وجرى نقل أكثر من 500 نزيل من سجن المنطقة، إلى سجن "ألميدا كنتري".
وتجري أعمال صيانة السد، إذ تعمل فرق الصيانة على سد ثغرة كبيرة في قناة الاحتياط لتصريف المياه.
وقال ميل ألافاريز- أحد سكان المنطقة - إن المروحيات تلقي أكياسا مليئة بالحجارة، على الثغرة، بغية ردمها، وإيقاف تدفق المياه منها، وإصلاح القناة.
وفي 17 أكتوبر 2006، طالبت ثلاث مجموعات بيئية - أصدقاء نهر، ونادي سييرا ويوبا دوري المواطنين جنوب - بمعية لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية (FERC)، الحكومة، بتعزيز أقنية طوارئ السد مع الخرسانة، لمواجهة هطول الأمطار الغزيرة، وقالت المجموعات، قد تبدأ الأقنية الترابية في الانهيار والتآكل، مما يؤدي إلى فيضان السد وفقدان السيطرة عليه.
 |
| غرقت المنازل جراء الفيضان (Getty/فرانس برس) |
وقد تم تحديد المشاكل التي يعاني منها السد قبل 12 عاما، لكن السلطات قد تكون تجاهلت التحذيرات، وفق ما ذكرت صحيفة ميركوري نيوز.
 |
| السلطات تجاهلت مشاكل السد (دايلي ميل) |
وكان حاكم كاليفورنيا أصدر، الأحد الماضي، إعلاناً لحالة الطوارئ لإخلاء أكثر من 180 ألف مواطن يسكنون مدينة أوروفيل شمال ولاية كاليفورنيا، والمناطق المجاورة لها الواقعة تحت منحدر السد، بسب الخطر الذي قد يُهدد حياتهم في حال انهيار القناة الرئيسية والاحتياط لتصريف مياه السد، التي تعاني من تشققات.
 |
| تم إجلاء السكان (Getty) |
من جهتها، أعلنت وزارة الموارد المائية في ولاية كاليفورنيا، الإثنين، عن زوال خطر انهيار سد "أوروفيل"، عقب انحسار منسوب المياه في السد، الواقع شمال ولاية كاليفورنيا.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن نسب المياه قد انحسرت "بشكل كبير"، عما بلغته الأحد، وذلك باستخدام قناة الطوارئ لتصريف المياه التابعة للسد الأعلى في البلاد.
وأضافت الوزارة أنها قامت بالسماح بتدفق المياه إلى ما دون المنطقة المتصدعة من المياه بمعدل 100 ألف قدم مكعبة في الثانية، وذلك استعداداً لموجة الأمطار التي من المتوقع هطولها يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
ووفقا لما نشرته وسائل إعلام أميركية، اتجه المسؤولون عن السد إلى فتح قناة لتصريف المياه من بحيرة السد بعد ارتفاع منسوب المياه بها إلى أعلى مستوى له في تاريخ السد نتيجة للأمطار الغزيرة، إلا أنهم اكتشفوا ثقباً في القناة أخذ في الاتساع، حاملا خطر تسريب المياه للمنطقة المحيطة.
وبعد نشر أمر الإجلاء الأحد، شهدت الطرق الخارجة من البلدة التي يقطنها 16 ألف نسمة، ازدحاما مروريا شديدا، وطالب المسؤولون السكان بالإبلاغ عن جيرانهم المسنين والمعاقين ليقوم المسؤولون بإخلائهم.
وقال المسؤولون إن الحالة العامة للسد جيدة، إلا أن الثقب في قناة التصريف يشكل خطرا، مضيفين أنهم يعملون على إصلاحه.
وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن إصلاح القناة قد يكلف ما بين 100 إلى 200 مليون دولار.
ويبلغ طول سد أوروفيل الكائن على بُعد 65 ميلاً (106 كيلومترات) من عاصمة ولاية كاليفورنيا، ساكرامنتو، 770 قدماً (235 متراً تقريباً) وتم افتتاحه عام 1968. ويعد الأكثر ارتفاعا في الولايات المتحدة.
(العربي الجديد، الأناضول)
