لم يلبث الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أعلن رغبته في عقد قمة ثانية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد قمة هلسنكي التي أثارت استياء الداخل الأميركي، حتى أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز، أمس الخميس، أن محادثات "جارية" فعلاً تحضيراً لقمة ثانية بين الرجلين، يرجح أن تُعقد في واشنطن خلال الخريف المقبل، فيما سارعت موسكو إلى الإعراب عن استعدادها لبحث هذا الموضوع.
وقالت ساره ساندرز، عبر موقع "تويتر"، إنه خلال اللقاء الأول بين ترامب وبوتين يوم الإثنين الماضي في هلسنكي، وافق الرئيس الأميركي على "مواصلة الحوار" بين مستشارَي البلدين للأمن القومي.
وأضافت أن ترامب طلب من مستشاره للأمن القومي جون بولتون "أن يدعو الرئيس بوتين إلى واشنطن في الخريف، وهذه المحادثات جارية حالياً".
وغرّد الرئيس الأميركي، الخميس قائلا: "إن القمة مع روسيا كانت نجاحا كبيرا إلا لعدو الشعب الفعلي، وسائل الإعلام المضللة"، مكررا عبارة سبق أن استخدمها في 2017.
وأضاف: "أتطلع إلى لقائنا الثاني لنتمكن من بدء تنفيذ بعض الأمور التي تحدثنا عنها".
الرد الروسي
من جهتها، نقلت وكالة "إنترفاكس" عن أناتولي أنتونوف، سفير روسيا في واشنطن، قوله اليوم الجمعة، إن نتائج التعاون الروسي الأميركي واضحة في سورية، مضيفاً أن بلاده مستعدة لبحث اقتراح بعقد اجتماع جديد بين بوتين وترامب.
ولفت أنتونوف إلى أن مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي تعتزم زيارة روسيا مجدداً، في أعقاب زيارة نادرة قامت بها مجموعة من النواب الجمهوريين هذا الشهر.
ونقلت "إنترفاكس" عن أنتونوف قوله، إن هناك فرصة ضئيلة لأن يزور نواب من البرلمان الروسي الولايات المتحدة قبل انتخابات الكونغرس المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
الاستخبارات الأميركية
إلى ذلك، وبعد ثلاثة أيام من لقاء الرئيس الأميركي نظيره الروسي على مدى أكثر من ساعتين في هلسنكي، أكد مدير الاستخبارات الأميركية، دان كوتس، الخميس، أنه لا يعرف ما الذي ناقشه الرجلان وما الذي اتفقا عليه.
وقال كوتس: "لا أعرف ما حدث في ذلك الاجتماع، لقد ذكر الرئيس بالفعل بعض الأشياء التي حدثت في الاجتماع، أعتقد أنه بمرور الوقت سنعرف المزيد". وأشار كوتس الذي يُشرف على أجهزة الاستخبارات الأميركية وينسّق أنشطتها، إلى أن "صلاحيات الرئيس" تتيح له أن يحتفظ لنفسه بمضمون المحادثات التي أجراها مع بوتين.
وكوتس الذي تُطلع أجهزته يوميا الرئيس الأميركي على أكثر المعلومات سرّية حول التهديدات الأمنية للولايات المتحدة، أوضح أنه لم يكن موافقا على القرار الذي اتخذه ترامب بأن يُقابل بوتين في لقاء مغلق حضره مترجمان فقط.
وقال كوتس: "لو سألني (ترامب) كيف يجب أن يتم ذلك، لكنت سأقترح طريقة مختلفة".
وعندما سُئل عن احتمال أن يكون الروس قد سجّلوا المحادثات التي تمت بين الرئيسين، أقرّ كوتس بأن هناك "خطراً على الدوام". لكنه استبعد أن تكون الكُرة التي مررها بوتين لترامب خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا اجتماعهما مجهّزة بميكروفون.
وتابع كوتس ممازحا: "لدينا القدرة على التحكم في أشياء كهذه، لتحديد ما إذا كانت تشكل خطرا (...) لذلك أنا متأكد من أننا دقّقنا عن قرب في هذا البالون".
(فرانس برس، العربي الجديد)