أكثر ما يميّز الأهل هو قدرتهم على تعزيز الشعور بالانتماء لدى أطفالهم، من خلال قبولهم كما هم. الأهل الذين لا يتقبّلون عدوانيّة الفتيات أو عاطفة الصبيان على سبيل المثال، لن يستفيدوا من كل التقنيات الموجودة في كتب التربية، كما يكتب أستاذ علم النفس في جامعة "دنفر" مايكل كارسون، في مجلة "سايكولوجي توداي". ويعرض بعض النصائح التي قد تساعد الأهل، وهي:
1 - الطفولة ليست دائماً تهيئة. التفكير كثيراً حول التربية يرتبط بالوصول إلى مرحلة لاحقة، بدلاً من جعل الحياة أسهل في الوقت الحالي. التركيز على الحياة الآن يزيد من فرص الطفل في تنمية الشعور بالأمان والانتماء. وتعزيز هذا الشعور يرتبط بتلبية احتياجات الطفل البدنية. إذا جعلت طفلك سعيداً، ستساهم في تحقيق العلاقة الآمنة، وهذه وظيفتك. كذلك، إذا جعلت نفسك سعيداً، ستكون قادراً على تربية أطفالك بشكل أفضل.
من جهة أخرى، فإن أهميّة الإصرار على نوم الطفل باكراً، وفي وقت محدّد، لا يرتبط ببناء شخصية الطفل وحصوله على القدر الكافي من النوم، رغم أنه يحقق هاتين النتيجتين، بل أيضاً لأنه يجعل الأهل أكثر سعادة والحياة أكثر متعة. كما أن الأطفال في حاجة إلى الاستراحة من حاجتهم المستمرة إلى التعلم. ولا يساهم الأمر في توطيد العلاقة بين الزوجين، بل أيضاً في ضمان حصول كل شخص على بعض الوقت لنفسه، والتسامح الذاتي.
2 - الحماية من المخاطر والكوارث. في حال لم يسبق أن تعرض طفلك لكدمات، فهذه إشارة إلى أنك تبالغ في الحماية. وإذا لم يسبق له أن سقط أرضاً وهو يقود دراجته، فهذه إشارة إلى أنك تبالغ في الحماية. يفضل أن تركز على حمايتهم من الكوارث، وليس من كل شيء.
3 - تنمية القبول الذاتي من أجل قبول الأطفال. ربّما أنت مضطر إلى العمل على تغيير شخصيتك في حال كنت تظهر أموراً غير مقبولة أمام الناس. بعدها، تكون أكثر تقبّلاً لنفسك، وبالتالي أكثر قدرة على تقبّل أطفالك. يجب على الآباء والأمهات تقبّل وجود الأطفال، وحقهم في اللعب، والاستقلاليّة.
4 - القيام بأشياء أخرى غير الأبوة والأمومة. هذه الاستثمارات تجعلك أكثر قدرة على حماية أطفالك من الانتكاسات. هكذا يُدركون أن صدى أي فشل لا يتردد في كل أنحاء العالم. من جهة أخرى، يشعر الأطفال بالحرية.
في العادة، تقدّم الكتب المتخصّصة بالتربية تقنيات للأهل. ولا يُمانع كارسون هذه التقنيات حين يكون الأهل راغبين في التعلم وليس المبالغة. لكنّه يعترض على تربية الأطفال في إطار نظام يسعى إلى التحسين والتطوير بدلاً من نظام يلبي احتياجات الإنسان.