التسامح بين الغفران والخطأ
لا أعلم من أين لبعضهم القدرة على كشف الآخرين بكلمة أو نظرة. خلقت في هذه الحياة كورقة بيضاء وتوقعت في المقابل أن جميع الأوجه التي أقابلها ما هي إلا انعكاس للصفاء الذي أراه من حولي. وحتى حين حذرني بعضهم ظننت أن توجيهاتهم ما هي إلا انعكاس لما يدور في أذهانهم فقط، بينما العالم من حولي يتكون من حائط أبيض يمكنني تلوينه بالطريقة التي أفكر فيها!
وكم كانت هذه الفكرة خاطئة، فقد اكتشفت في عقدي ليس الأول ولا الثاني، بل في الثالث، أن كل الأمور التى تدور من حولي، تدور لهدف أو سبب محدد ولا يمكن لها أن تدور لترسم نقطة بيضاء على حائطي، بل لترسم شتى الألوان المقبولة وغير المقبولة في عرف الأخلاق.
لذا كان علي بعد أن أمضيت كل هذه السنوات أن أعيد التفكير، ليس مرة، بل مائة، في جميع العلاقات التى تربطني بمن حولي. أصبح جل اهتمامي ليس نوع العلاقة، بل الطريقة التي تدار بها هذه العلاقة.. هل يمكننا أن نصل إلى مرحلة فاصلة نحدد فيها مصير الآخرين في حياتنا؟..
ولكن، لحظة!.. من أنا لأحدد مصير مئات العلاقات التي تربطني بالمجتمع! هل أنا معصوم من الخطأ؟ بالطبع لا، فأنا بشر خلقت لأخطئ ويُخطَأ بحقي. وهذا جزء من دائرة الحياة التي من خلالها نقابل جميع الأنواع والأعراق لنتعرف على أولئك الذين يشبهوننا ويشاركوننا حلو الحياة، وفي المقابل نتعلم ونستكشف النقيض ونتعلم كيف نتقبله.
حين ذكر رسول الله في الحديث: "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين". فهو يقصد بها في المعنى ضرورة أن يتنبه المرء للأمور من حوله، وألا يكرر نفس الأخطاء بنفس السذاجة التي وقع فيها في المرة الأولى.
فالشخص النبيه الذي يعرف كوامن وغوامض الأمور يصبح حذرا مما سيقع، وأما الشخص المستهتر بما يدور من حوله فقد يتأذى من نفس الموقف مراراً. وهي حكمة من أصدق الناس وأكثر الناس الذين لا يلتفتون لمساوئ الخلق لكونها عاملا بسيطا في دائرة العلاقات البشرية، ولكنه ينبه المسلمين في كل بقاع الأرض لأهمية ألا تغلب عليهم الطيبة ويكونوا سذجاً، بل يجب أن يتنبهوا في جميع أمور حياتهم المهنية أو الاجتماعية على حد سواء.
إلا أن اليقظة المستمرة قد تكون سلعة غالية وتسبب إرهاقا نفسيا وذهنيا لا تحمد عقباه، لذا وجب أن نفرق بين الأصحاب والأغراب، فلا يمكننا أن نكون بنفس مستوى اليقظة مع الأغراب ومع أولئك الموجودين بشكل دائم ولا تفصلنا عنهم مسافة كبيرة وقد يكون وجودهم القريب يأخذنا على حين غفلة إدراكنا.
لذا في نفس السياق ذكر جعفر بن محمد بالقول: "إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعل له عذرًا لا أعرفه". نحن لا نتوقع من الجميع النبل أو مكارم الأخلاق، بل نتوقع القليل منهم ونسعى لسد الهفوات بما تبقى من مكارم الأخلاق لدينا.
إن التسامح مرحلة مهمة في كينونة الإنسان، بل قد نطلق عليه لقب جوهري فهو الحد الفاصل بين التوقف عند نقطة محددة أو الانتقال وتجاوز النهر للضفة الثانية، الأرض الجديدة التى تغسل شوائبك وتخلصك من الأفكار المكررة التي تدور في رأسك يوماً بعد يوم.
نحن نحتاج للتسامح لأن الآخرين ليسوا معصومين، ولأن المشاعر تتغير في مرحلة ما قد تعود وقد لا تعود، لأن الآخرين يصلون لمرحلة النضج الذهني والنفسي بمراحل مختلفة وبطرق فريدة، لأن الجميع يحاول أن يعيش في لحظة ما ويجبر نفسه على التلون، التأقلم والاستجابة لمتغيرات الحياة بطريقته الفريدة.
فكلنا نحاول أن ننتصر على هذا العالم بطريقة ما!
وكم كانت هذه الفكرة خاطئة، فقد اكتشفت في عقدي ليس الأول ولا الثاني، بل في الثالث، أن كل الأمور التى تدور من حولي، تدور لهدف أو سبب محدد ولا يمكن لها أن تدور لترسم نقطة بيضاء على حائطي، بل لترسم شتى الألوان المقبولة وغير المقبولة في عرف الأخلاق.
لذا كان علي بعد أن أمضيت كل هذه السنوات أن أعيد التفكير، ليس مرة، بل مائة، في جميع العلاقات التى تربطني بمن حولي. أصبح جل اهتمامي ليس نوع العلاقة، بل الطريقة التي تدار بها هذه العلاقة.. هل يمكننا أن نصل إلى مرحلة فاصلة نحدد فيها مصير الآخرين في حياتنا؟..
ولكن، لحظة!.. من أنا لأحدد مصير مئات العلاقات التي تربطني بالمجتمع! هل أنا معصوم من الخطأ؟ بالطبع لا، فأنا بشر خلقت لأخطئ ويُخطَأ بحقي. وهذا جزء من دائرة الحياة التي من خلالها نقابل جميع الأنواع والأعراق لنتعرف على أولئك الذين يشبهوننا ويشاركوننا حلو الحياة، وفي المقابل نتعلم ونستكشف النقيض ونتعلم كيف نتقبله.
حين ذكر رسول الله في الحديث: "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين". فهو يقصد بها في المعنى ضرورة أن يتنبه المرء للأمور من حوله، وألا يكرر نفس الأخطاء بنفس السذاجة التي وقع فيها في المرة الأولى.
فالشخص النبيه الذي يعرف كوامن وغوامض الأمور يصبح حذرا مما سيقع، وأما الشخص المستهتر بما يدور من حوله فقد يتأذى من نفس الموقف مراراً. وهي حكمة من أصدق الناس وأكثر الناس الذين لا يلتفتون لمساوئ الخلق لكونها عاملا بسيطا في دائرة العلاقات البشرية، ولكنه ينبه المسلمين في كل بقاع الأرض لأهمية ألا تغلب عليهم الطيبة ويكونوا سذجاً، بل يجب أن يتنبهوا في جميع أمور حياتهم المهنية أو الاجتماعية على حد سواء.
إلا أن اليقظة المستمرة قد تكون سلعة غالية وتسبب إرهاقا نفسيا وذهنيا لا تحمد عقباه، لذا وجب أن نفرق بين الأصحاب والأغراب، فلا يمكننا أن نكون بنفس مستوى اليقظة مع الأغراب ومع أولئك الموجودين بشكل دائم ولا تفصلنا عنهم مسافة كبيرة وقد يكون وجودهم القريب يأخذنا على حين غفلة إدراكنا.
لذا في نفس السياق ذكر جعفر بن محمد بالقول: "إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعل له عذرًا لا أعرفه". نحن لا نتوقع من الجميع النبل أو مكارم الأخلاق، بل نتوقع القليل منهم ونسعى لسد الهفوات بما تبقى من مكارم الأخلاق لدينا.
إن التسامح مرحلة مهمة في كينونة الإنسان، بل قد نطلق عليه لقب جوهري فهو الحد الفاصل بين التوقف عند نقطة محددة أو الانتقال وتجاوز النهر للضفة الثانية، الأرض الجديدة التى تغسل شوائبك وتخلصك من الأفكار المكررة التي تدور في رأسك يوماً بعد يوم.
نحن نحتاج للتسامح لأن الآخرين ليسوا معصومين، ولأن المشاعر تتغير في مرحلة ما قد تعود وقد لا تعود، لأن الآخرين يصلون لمرحلة النضج الذهني والنفسي بمراحل مختلفة وبطرق فريدة، لأن الجميع يحاول أن يعيش في لحظة ما ويجبر نفسه على التلون، التأقلم والاستجابة لمتغيرات الحياة بطريقته الفريدة.
فكلنا نحاول أن ننتصر على هذا العالم بطريقة ما!