هل تحتاج المرأة المبدعة في أي حقل كان إلى تجمعات نسائية لتقديم أعمالها؟ وهل تحمل الأعمال الفنية ثيمات مشتركة فقط لأن من إنتاج نساء؟ وبماذا تفيد إقامة معرض فني يقتصر على فنانات فقط؟
رغم ما تتضمّنه الفكرة من تمييز إيجابي لأعمال المرأة، ومحاولة إفساح مجال أكبر لتقديمها، ورغم أنها فكرة ناتجة عن هيمنة مشاركة الرجل على الفعاليات والتظاهرات الثقافية بالعموم، لكنها أيضاً تكرّس في جانب منها عدم الاختلاط في الفن، فهل أفادت هذه المعارض والتظاهرات الجماعية فعلاً في تعبيد الطريق أمام المبدعات؟
السؤال يأتي في سياق إقامة معرض يقتصر على أعمال فنية لمصوّرات فوتوغرافيات من بلدان مختلفة من العالم تنظمه "الرابطة الدولية للمصورات" في "المعهد الثقافي الفرنسي" في بيروت ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري.
يرمي المعرض بحسب بيان التظاهرة إلى تشجيع المصورات في جميع أنحاء العالم، وتوفير منصة لزيادة حضور المصوّرات فنياً وصحافياً، محترفات وهاويات، ويتنقل بين عدة عواصم عربية وعالمية من بينها عمان وباريس ودلهي.
المفارقة أنه سيقام في الرياض أيضاً التي تعرف اليوم محاكمات جائرة لناشطات في حقوق المرأة، أفلا يفترض على رابطة ذات توجه نسوي أن تأخذ مثل هذه الاعتبارات في الحسبان وتعبّر عن تضامنها واحتجاجها على الأقل بالامتناع عن المشاركة في بلد يضطهد الناشطات والحقوقيات؟
تقيم الرابطة مسابقة سنوية، والأعمال الحاضرة هي التي فازت بهذه المسابقة للعام الحالي، حيث تحضر صور فوتوغرافية لأحد عشر فنانة من سبعة بلدان، تبرز جوانب غنية وثرية وتعدد المواضيع بين الزواج المبكر والرياضة والفقر، والأساليب بين الواقعية والرمزية والصحافية والتجريبية وبين الملونة والتي قدمت باللونين الأسود والأبيض.
المشاركات هن: وان تشان تشان من هونغ كونغ الصين، وسولماز دارياني ومريم فيروزي ومهسا أهرابي فارد من إيران، وسيدني ليا ليبور من فرنسا، وأوليا مورفان وأولغا كوكوش من أوكرانيا، وليليانا فيلاسكيز من المكسيك، ولورا بانيك من بريطانيا، وماريا كونتريراس كول من إسبانيا، وفيليشيا سيميون من رومانيا.