تترقب الجماهير الجزائرية العاشقة للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بشغف كبير موعد انطلاق بطولة أمم إفريقيا 2019 التي ستجري في مصر بالصيف القادم، من أجل متابعة زملاء المتألق رياض محرز بالمسابقة القارية الكبيرة، على أمل المضي بعيداً فيها، لتحقيق حلم التتويج باللقب، الذي طال انتظاره منذ عام 1990.
لكن الجماهير الجزائرية قد تتعرض لصدمة قوية خلال البطولة القارية التي ستقام ما بين 21 يونيو/حزيران و19 يوليو/تموز المقبلين، بسبب عدم حصول التلفزيون الحكومي لحد الآن على حقوق النقل التلفزيوني لكأس أمم أفريقيا.
وتناقلت وسائل إعلام محلية عن مصادرها في التلفزيون الحكومي، بأن الأخير لم يتوصل إلى أي اتفاق مع مالكي الحقوق، من أجل نقل البطولة على الأقل بقناته الأرضية، وأضافت ذات المصادر بأن المفاوضات تسير بوتيرة بطيئة جداً، ما سيتسبب بعدم بث التلفزيون الجزائري لأي مباراة في البطولة الأفريقية، حتى مباريات منتخب الجزائر في الدور الأول أمام كلّ من كينيا والسنغال وتنزانيا.
وتابعت المصادر، بأن التلفزيون الحكومي متردد بشأن الموافقة على عروض مالكي الحقوق، من أجل شراء حصة من مباريات "الكان"، بسبب ارتفاع المقابل المادي للحقوق، وهي الحجة التي توظفها في كلّ مرة إدارة التلفزيون الجزائري التي كثيراً ما عاشت نفس الوضع في مناسبات سابقة، وقد بلغ بها الأمر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013 لقرصنة مباراة ذهاب الدور الفاصل المؤهل لمونديال 2014 بالبرازيل، بين بوركينافاسو والجزائر، بسبب عدم تمكنها من شراء حقوق المباراة.
وتعيش الجزائر أوضاعاً سياسية استثنائية، منذ انطلاق الحراك الشعبي يوم 22 فبراير/شباط الماضي عبر مسيرات ضخمة عمّت كامل أرجاء البلاد، وقد أحدث الحراك عدة تغييرات على مستوى بعض هياكل الدولة، ومنها التلفزيون الحكومي، ما جعل إدارة الأخير تتريّث قبل اتخاذ أي خطوة لشراء حقوق بث مباريات "الكان"، وبخاصة أن ذلك سيكلّفها أموالاً كثيرة، وهو ما يتطلّب تلقي موافقة الحكومة قبل اتخاذ أي قرار.
وبانتظار ذلك تبقى الجماهير الجزائرية، تترقب بشغف ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة بخصوص النقل التلفزيوني لمباريات منتخب الجزائر في أمم أفريقيا، وبالمقابل فإنها شرّعت أيضاً في إعداد خطط أخرى، من أجل عدم تفويت مشاهدة المباريات على غرار الاشتراك مباشرة بقنوات "بي إن سبورتس" أو متابعة البطولة على قنوات أوروبية، وهناك حتى من يخطط للسفر إلى مصر لأجل دعم ومساندة رياض محرز وزملائه.