تحولت المظاهرة التي نظمها يهود أثيوبيا في تل أبيب ضد عنف الشرطة الإسرائيلية، إلى ساحة مواجهة بعد ساعات من إغلاق أحد الطرق الرئيسية في تل أبيب، وانتقال المتظاهرين إلى ميدان رابين. وأطلقت الشرطة القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، كما قامت الشرطة باستدعاء قوات من الخيالة لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة 20 متظاهراً على الأقل فيما أعلنت الشرطة أن 6 من أفرادها أصيبوا بجراح في المواجهات.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورا للمواجهات بين يهود أثيوبيا وبين عناصر الشرطة، مشيرة إلى أن السفارة الأميركية في تل أبيب أصدرت اليوم، بشكل خارج عن العادة، تحذيراً للرعايا الأميركيين في إسرائيل، بالابتعاد عن منطقة السفارة خوفاً من وقوع الاضطرابات.
وقال أحد المتظاهرين للقناة الإسرائيلية الثانية إن الشرطة عادت لاستخدام العنف في التعامل مع المتظاهرين، بالرغم من أن قسماً كبيراً منهم خدم في الجيش الإسرائيلي. وأضاف إن عمق الإقصاء ثبت بشكل خاص في جهل أجهزة الشرطة الاستخباراتية متابعة ما يحدث في صفوف يهود أثيوبيا، ولا حتى معرفة هوية منظمي الاحتجاجات أو طبيعتها.
واندلعت، بعد ظهر اليوم، مواجهات بين أفراد الشرطة الإسرائيلية وآلاف المتظاهرين من يهود أثيوبيا، خلال محاولات الشرطة تفريق التظاهرة.
وجاءت المظاهرة استمراراً لاحتجاج يهود أثيوبيا على التمييز المتواصل ضدهم، وعلى العنف الذي تمارسه الشرطة الإسرائيلية عند تعاملها معهم. وكانت التظاهرات قد اندلعت الخميس الماضي بعد أن نشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يصور اعتداء شرطي إسرائيلي على جندي أثيوبي الأصل. وزاد من نقمة يهود أثيوبيا عدم اعتذار المفتش العام للشرطة، يوحنان دانينو، عن الحادث، فيما يطالب الأثيوبيون بمحاكمة الشرطي المذكور.
ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن كافة المعتقلين، ووقف عنف الشرطة ومحاكمة أفراد الشرطة، الذين استخدموا العنف ضدهم.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المتظاهرين الأثيوبيين، تمكنوا اليوم من إغلاق الشارع الرئيسي بين تل أبيب ورمات جان، المعروف باسم نتيفي أيالون، لعدة ساعات مما سبب أزمة سير واكتظاظاً مروريّاً على امتداد عدة كيلومترات.
وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أعلن عن عزمه لقاء ممثلين عن يهود أثيوبيا غداً في محاولة لتهدئة الأوضاع، فيما يشتكي يهود أثيوبيا من تمييز ضدهم في كافة مجالات الحياة.
وكانت السياسة العنصرية ضد يهود أثيوبيا قد افتضحت على نحو واسع أول مرة عام 1993، عندما رفض عاملو بنك الدم، في الكنيست، أخذ تبرع بالدم من عضو كنيست أثيوبي الأصل، هو أديسو مسالا. وتكرر هذا الأمر في حملات لاحقة لجمع الدم، بالرغم من أن يهود أثيوبيا يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنهم يعاملون باحتقار وازدراء في المؤسسات الإسرائيلية الرسمية.
وكانت إسرائيل قد جلبت اليهود من أثيوبيا في مطلع الثمانينيات عبر حملتين رئيسيتين، الأولى تحت اسم "حملة موسى"، تم خلالها نقلهم عبر السودان بالاتفاق مع الرئيس السوداني السابق، جعفر النميري، والثانية في أواسط التسعينيات، عبر حملة "شلومو" التي سبقتها حملات "إغاثة إسرائيلية" قادها داعية سلام إسرائيلي سابق يدعى، إيبي نتنان، تبين لاحقاً أنها كانت ستاراً لعملية تهريب يهود أثيوبيا إلى إسرائيل.
وكما حدث مع يهود البلدان الإسلامية، وخلافاً لليهود الروس، فقد تم توطين يهود أثيوبيا في البلدات الإسرائيلية الفقيرة في الجنوب، التي تفتقر إلى المناطق الصناعية وأماكن العمل، مما زاد من تعلقهم بمؤسسات الخدمات الاجتماعية، وأبقاهم يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة، ناهيك عن تمزيق النسيج الاجتماعي لهم عبر توزيعهم على مدن ومستوطنات مختلفة.
اقرأ أيضاً: توسع إسرائيلي في العدوان على الملكيات الخاصة بالضفة الغربية