تمر العملية السياسية في إقليم كردستان العراق، بمرحلة من التوتر في ظل تمسك الأحزاب بمواقفها المتناقضة، وعدم إيجاد نقاط مشتركة لمشاريعها حول أزمة الرئاسة، بالرغم من الحضور الأميركي القوي في المحادثات، وتمديد مجلس شورى الإقليم لرئاسة مسعود بارزاني.
وللمرة الأولى، منذ بدء الأزمة قبل أشهر، عقدت الأحزاب الخمسة الرئيسية الممثلة في البرلمان المحلي والحكومة، وبحضور نائب وزير الخارجية الأميركي، بيرت ماكغورك، اجتماعاً دام زهاء ست ساعات، وصفه الأخير بـ"التاريخي".
ولكل من الأطراف الخمسة الرئيسية في البرلمان مشاريع حول قانون الرئاسة لكن هناك اختلافات بين مشروع وآخر، وقد قدمت أربعة من تلك الأطراف وهي حزب الاتحاد الوطني، وحركة التغيير، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية مشاريعها إلى البرلمان لدراستها، فيما لم يقدّم الحزب الديمقراطي الكردستاني أكبر الأحزاب في البرلمان مشروعه بعد.
وتختلف رؤى الجماعات الخمس حول مسألة العمل على تحقيق الاتفاق حول قضية الرئاسة في داخل البرلمان أو خارجه، لكن اندفاع الأحزاب إلى ممارسة الضغط المتبادل على بعضها البعض، من أجل الحصول على تنازلات لصالح مشاريعها، يعرقل المحادثات الجارية منذ أيام.
بعد ساعات من انتهاء اجتماع ليلة أمس، أصرت ثلاث من الكتل في البرلمان على عقد اجتماع استثنائي لبحث المشكلة، رافضة بحثها خارج البرلمان، ثم تقرّر تأجيل الاجتماع لعدم توفر النصاب القانوني لعدد الحضور، لكن ذلك لم يمنع النواب من الإدلاء بتصريحات هاجموا فيها بعضهم البعض خلالها.
وقال رئيس كتلة حركة التغيير، برزو مجيد، في تصريح للصحافيين أمام مبنى البرلمان، إن الدعوة إلى عقد اجتماع استثنائي للبرلمان لا تزال قائمة، وفقاً لطلب موقع عليه من 49 نائباً، والبرلمان هو المرجع القانوني في الإقليم.
ولفت إلى أن "ولاية رئيس الإقليم ستنتهي يوم غد 20 أغسطس/ آب، وسيتسلم رئيس البرلمان صلاحيات رئيس الإقليم لفترة 60 يوماً لحين انتخاب رئيس جديد، هكذا ينص القانون ولسنا من يقول ذلك".
وهذا يتناقض مع ما أصدره مجلس شورى الإقليم، أول من أمس الإثنين، عندما أعلن في قرار له أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني سيستمر في منصبه، وبكامل سلطاته إلى حين انتخاب رئيس جديد أو سيكمل عامين إضافيين حتى 2017.
أما عضو كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، فرست صوفي، فقال للصحافيين، إن الكتل البرلمانية التي تصر على عقد اجتماع وبحث موضوع الرئاسة من دون ترك الفرصة للأحزاب لبحث المشكلة وتحقيق توافق، "تؤدي إلى عودة المحادثات الجارية إلى نقطة الصفر"، داعياً البرلمان إلى تأجيل اجتماعاته، إلى حين تحقيق التوافق خارج البرلمان ثم عرضه على النواب.
وتعليقاً على تحركات الكتل البرلمانية، قال عضو كتلة الحزب الشيوعي، عبد الرحمن فارس عبد الرحمن، إن "ما فعلته الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة خربه البرلمان".
وأضاف "الأمر مراهقة سياسية تؤدي إلى تعميق المشاكل، حيث إن البرلمانيين وبدلاً من البحث عن آلية للحل يعمقون المشاكل.. هذه هي مهزلة رئاسة البرلمان ورؤساء الكتل".
اقرأ أيضاً: المالكي مسوّغاً سقوط الموصل: مؤامرة دُبّرت في كردستان العراق