التوحد ابن الوراثة والبيئة معاً

04 مايو 2014
التوحد مسؤولية البيئة والوراثة
+ الخط -
كانت العوامل الوراثية متهماً وحيداً في إصابة الأطفال بمرض التوحد، لكن دراسة علمية جديدة برّأت الوراثة من نصف التهمة. وأشار أكبر تحليل تم إجراؤه حتى الآن حول كيفية تواجد مرض التوحد في العائلات إلى أن العوامل البيئية أهم بكثير مما كان يعتقد سابقاً في الإصابة بالتوحد.

وبحسب سفين ساندين، الذي عمل على هذه الدراسة في "كينجز كوليدج لندن" و"معهد كارولينسكا" السويدي، فإن ما دفع العلماء الى إجراء هذه الدراسة هو محاولة الإجابة على سؤال يسأله كثير من الآباء: لو عندي طفل مصاب بالتوحد، ما هو الخطر بأن يصاب طفلي التالي به؟

وتشير النتائج، التي نشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية، إلى أن الوراثة لا تمثل سوى نصف العوامل المسببة للمرض، في حين تمثل العوامل البيئية، مثل مضاعفات الولادة أوالوضع الاجتماعي الاقتصادي أو صحة الأبوين ونمط الحياة، الخمسين في المئة المتبقية.

وكشفت الدراسة أيضاً أن احتمال اصابة الأطفال الذين لهم شقيق مصاب بالتوحد بالمرض يزيد عشر مرات. ويزيد هذا الاحتمال ثلاث مرات إذا كان لهم أخ أو أخت غير شقيق يعاني من المرض. ويزيد الاحتمال مرتين لو كان لهم قريب مصاب بالتوحد.

وقال ساندين "على المستوى الفردي يزيد خطر الاصابة بالتوحد وفقاً لمدى قربك وراثياً من الاقارب الآخرين المصابين بالتوحد، ذلك الاضطراب الغامض، الذي يصيب على الأقل واحداً من كل 150 طفلاً من الجنسين وواحداً من كل 94 طفلاً ذكراً في العالم، كما يعد التوحد أسرع مرض إعاقة انتشاراً في العالم، إذ تجاوزت نسبة المصابين به المصابين بالسرطان أو الإيدز أو الإعاقات الأخرى، حسب الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والاشخاص المصابون بالتوحد لديهم مستويات متفاوتة من الخلل عبر ثلاثة مجالات مشتركة، وهي التفاعل والتفاهم الاجتماعي والسلوك والاهتمامات الدورية واللغة والتواصل.

والأسباب الدقيقة للاصابة بهذا الخلل في النمو العصبي غير معروفة. ولكن الأدلة تشير إلى أنه من المرجح أنها تتضمن سلسلة من عوامل الخطر الوراثية والبيئية.

وكانت معظم الدراسات السابقة أشارت إلى أن توريث التوحد ربما يتراوح بين 80 و90 في المئة. ولكن هذه الدراسة الجديدة وجدت أن العوامل الوراثية لا تفسر تقريباً سوى نصف سبب هذا الخلل.

وقال آفي ريتشنبرج من مركز "ماونت سايناي سيفر لأبحاث التوحد" إن "التوريث مقياس لعدد الناس، ولذلك فعلى الرغم من أنه لا يبلّغنا كثيراً عن خطر الإصابة على المستوى الفردي فإنه يوضح لنا أين نبحث عن الأسباب؟". وأضاف أن جهود الأبحاث في الأونة الأخيرة مالت للتركيز على الوراثة ولكن من الواضح الآن أننا بحاجة لعدد أكبر بكثير من الابحاث للتركيز على تحديد ما هي هذه العوامل البيئية.

دلالات