تحت عنوان "غير رسمية متقدمة: من أرض زراعية لأشكال جديدة من التوسع العمراني النيوليبرالي في القاهرة"، يتواصل المعرض الذي يأتي ضمن فعاليات "أسبوع التبادلات الفرنسية المصرية: نحو مدن مستدامة"، حتى العاشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
المعرض يقام في "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية"، ويتناول في مواده الفوتوغرافية والوثائقية وتصميماته المعمارية علاقة 60% من سكان القاهرة بـالإسكان غير الرسمي، أي في مناطق تعيش تمدداً عمرانياً لم يسمح به القانون، بالتوسع الاعتباطي وتدمير الأراضي الزراعية والسياسات النيوليبرالية التي غزت القاهرة منذ عام 1950 وتفاقمت مع العقود. كما يستكشف المعرض إمكانيات إيجاد حلول عمرانية تدمج تلك المناطق في عمران المدينة الرسمي، وتجعلها صالحة أكثر كمساحات إسكانية.
تشكل هذه المناطق، بحسب منظمي المعرض، "تحولاً دراماتيكياً بعد توسعه على الأراضي الزراعية المحدودة"، حيث لم يوجد قبل عام 1950 هذا النوع من التمدد، إذ أقيمت أول مشاريع على أراض زراعية في أوائل الستينيات بعد سياسات جمال عبد الناصر الصناعية، وفقاً لبيان المعرض.
لم تتمكن "سياسات الإسكان الاجتماعي من التعامل مع الهجرة الريفية"، مما ترتب عليه تزايد غزو المشاريع السكنية غير المرخصة على الأراضي الزراعية شمال القاهرة. وتفاقم هذا التوسع العمراني الاعتباطي في عهدي السادات ومبارك، مع تطبيق سياسات تحرير السوق، وزيادة تدفق مدخرات المصريين العاملين في الخارج، فزاد النمو التدريجي للإسكان الذي التهم الكثير من الأراضي الزراعية.
بالإضافة إلى المواد الوثائقية التي يتيحها المعرض عن هذه الفترات، يفرد أيضاً مساحة لمواد بصرية وغير بصرية تتناول ما حدث بعد ثورة يناير 2011، وتحديداً في فترة غياب الرقابة والأمن التي تلت سقوط نظام مبارك.
وفقاً للقائمين على المعرض فقد استغل كثيرون هذه الفترة، وأدى ذلك "إلى تدمير آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية. ونظراً إلى غياب جميع أشكال الرقابة، تطورت أعمال البناء الذاتية المتسارعة لنظام مضاربة عقارية نيوليبرالي، تعمل فيه شركات البناء الجديدة شبه القانونية على إنتاج سهم عقاري بالباطن يباع بشكل غير مشروع ولكن على مرأى الجميع".
المعرض يضمّ أيضاً مجموعة من التصاميم التي درست المناطق غير الرسمية في القاهرة، وفيها جرى تحليل وحدات السكن منخفضة التكلفة في منطقة أرض اللواء. كما يضم تصورات للأشكال العمرانية الممكنة، والتي يتوقع المشاركون أن بمقدورها تحسين ظروف المعيشة في الوحدات السكنية وتأسيس أنساق عمرانية بديلة.
شارك في تنظيم المعرض معماريون وباحثون في تخطيط المدن من "معهد الاتحاد السويسري للتكنولوجيا" و"مختبر عمران القاهرة للتصميم والدراسات".