كونها من الأشجار سريعة النمو ودائمة الخضرة، وذات مقدرة كبيرة على صد الرياح وتثبيت الكثبان الرملية في حال زراعتها كمصدات للرياح والعواصف الترابية حول المدن والمزارع الكبيرة، أو كونها تتحمل درجات الحرارة العالية والأتربة والرياح، وهي تقوم بدورها في تثبيت التربة في الأماكن التي تتعرض للتعرية، وأنه يمكن أن تشكل منها مناظر جميلة على أيدي محبي إشاعة الجمال بسبب كثافة أوراقها، كل ذلك لم يغفر لها، فقد ثبت أن أضرارها أكثر بكثير من فوائدها.
توقفت حركة المياه في شرايين شبكة المياه في مدرسة الحي، وتعطلت شبكة الصرف الصحي فيها، وبعد جهد جهيد وجدوا ان السبب هو تغلغل جذور شجرة الدمس الليفية ذات الشعيرات الدقيقة في أنابيب الشبكات والتسبب في إقفالها تماماً. فشجرة الدمس (أو الكوناكاربس) تستهلك الكثير من المياه الجوفية، ومياه الري، وتنافس النباتات القريبة منها وتعيق نموها، إذ تتمدد جذورها أفقياً ليتحول محيطها الى مساحات لا يمكن استغلالها لأي زراعة أخرى، ويتعذر نمو الاشجار حولها، وتضعف النباتات المزروعة بجوارها وتموت. كما تتسبب جذورها في تصدع البنايات من على بعد 50 متراً. وبسبب التساقط المستمر لأوراق الشجرة وأثمارها طيلة أيام السنة تتراكم الأوساخ في الشوارع والأرصفة ما يزيد كلفة عمليات النظافة. وقد تم جلبها من موطنها الأصلي في أميركا الشمالية إلى عدد من الدول الأفريقية والآسيوية لتتخذ عدداً من الأسماء المحلية كـ"البزروميا" و"الشريش" و"شجرة الكويتي"، وفي السودان يقال لها "الدمس".
إنها شجرة ليست طيبة، وإن كان فرعها يمتد في الفضاء إلى حدود العشرين متراً. ومع أنها ثابتة في الأرض، فهي نتنة الرائحة، تتصاعد عنها غازات تسبب نوعاً من الحساسية في الشعب الهوائية، كما تنتج عن زهورها رائحة سيئة وخاصة في الصباح الباكر. وقد ثبت أنه رغم رحيقها الوافر إلا أن العسل المنتج منه ذو طعم مر. وتعتبر الشجرة بيئة مناسبة للحشرات ومأوى للزواحف الضارة مثل الثعابين والعناكب. ولا ترتادها الطيور، أو أنها تطير عنها قبل الاستقرار على أغصانها.
وقد نظّمت العديد من الدول ضحايا الشجرة بعد فشل عمليات التوطين حملات توعية وإزالة لهذه الشجرة. ولأنها قادرة على التخريب تحت الأرض بدأت حملة إزالتها من المؤسسات في عدد من المدن السودانية، لا سيما في المدارس والمساجد والدواوين الحكومية.
اقــرأ أيضاً
وتظل الأسئلة تدور في الأذهان. فما هو الغرض من استجلاب الأشجار لتوطينها في بيئات مختلفة حتى بعد أن ثبت ضررها أكثر من نفعها؟ وأما كان من الأجدى أن يتم نشر أشجار البيئة المحلية؟ ولماذا تهمل عمليات الاستزراع الغابي للأشجار المحلية التي كانت توفر حاجتنا من الأخشاب؟ وهل لعاقل أن يصدق أن السودان يستورد الأخشاب اليوم بالعملات الصعبة؟
*متخصص في شؤون البيئة
توقفت حركة المياه في شرايين شبكة المياه في مدرسة الحي، وتعطلت شبكة الصرف الصحي فيها، وبعد جهد جهيد وجدوا ان السبب هو تغلغل جذور شجرة الدمس الليفية ذات الشعيرات الدقيقة في أنابيب الشبكات والتسبب في إقفالها تماماً. فشجرة الدمس (أو الكوناكاربس) تستهلك الكثير من المياه الجوفية، ومياه الري، وتنافس النباتات القريبة منها وتعيق نموها، إذ تتمدد جذورها أفقياً ليتحول محيطها الى مساحات لا يمكن استغلالها لأي زراعة أخرى، ويتعذر نمو الاشجار حولها، وتضعف النباتات المزروعة بجوارها وتموت. كما تتسبب جذورها في تصدع البنايات من على بعد 50 متراً. وبسبب التساقط المستمر لأوراق الشجرة وأثمارها طيلة أيام السنة تتراكم الأوساخ في الشوارع والأرصفة ما يزيد كلفة عمليات النظافة. وقد تم جلبها من موطنها الأصلي في أميركا الشمالية إلى عدد من الدول الأفريقية والآسيوية لتتخذ عدداً من الأسماء المحلية كـ"البزروميا" و"الشريش" و"شجرة الكويتي"، وفي السودان يقال لها "الدمس".
إنها شجرة ليست طيبة، وإن كان فرعها يمتد في الفضاء إلى حدود العشرين متراً. ومع أنها ثابتة في الأرض، فهي نتنة الرائحة، تتصاعد عنها غازات تسبب نوعاً من الحساسية في الشعب الهوائية، كما تنتج عن زهورها رائحة سيئة وخاصة في الصباح الباكر. وقد ثبت أنه رغم رحيقها الوافر إلا أن العسل المنتج منه ذو طعم مر. وتعتبر الشجرة بيئة مناسبة للحشرات ومأوى للزواحف الضارة مثل الثعابين والعناكب. ولا ترتادها الطيور، أو أنها تطير عنها قبل الاستقرار على أغصانها.
وقد نظّمت العديد من الدول ضحايا الشجرة بعد فشل عمليات التوطين حملات توعية وإزالة لهذه الشجرة. ولأنها قادرة على التخريب تحت الأرض بدأت حملة إزالتها من المؤسسات في عدد من المدن السودانية، لا سيما في المدارس والمساجد والدواوين الحكومية.
وتظل الأسئلة تدور في الأذهان. فما هو الغرض من استجلاب الأشجار لتوطينها في بيئات مختلفة حتى بعد أن ثبت ضررها أكثر من نفعها؟ وأما كان من الأجدى أن يتم نشر أشجار البيئة المحلية؟ ولماذا تهمل عمليات الاستزراع الغابي للأشجار المحلية التي كانت توفر حاجتنا من الأخشاب؟ وهل لعاقل أن يصدق أن السودان يستورد الأخشاب اليوم بالعملات الصعبة؟
*متخصص في شؤون البيئة