شرع التونسيون اليوم في تسجيل أبنائهم عن بعد في مقاعد المدارس الإعدادية والثانوية عن طريق الموقع الإلكتروني لوزارة التعليم وخدمات الرسائل القصيرة، الذي اعتبرته الأخيرة تجديداً وتطويراً وتسهيلاً للأولياء والتلاميذ.
ووفرت وزارة التعليم التونسية على موقعها جميع المعطيات الخاصة بالتسجيل عن بعد، على غرار رمز المؤسسة ومعرف التلميذ، وهي معطيات متوفرة كذلك على بطاقة النتائج المدرسية مع بيانات لتسهيل خوض هذه التجربة الجديدة. وحددت الوزارة رسوم التسجيل البالغة 8600 مليم(نحو 3 دولارات) التي تشمل تكاليف الترسيم والتأمين والمكتبة وبطاقات الأعداد (الشهادات) والمراسلات الإلكترونية عبر بطاقة استخلاص بريدية أو بنكية من خلال بطاقة "ديجي كارت"، وهي بطاقة خاصة بالتسجيل عن بعد.
وتأمل وزارة التعليم نجاح هذه التجربة الجديدة التي ستخفف عن الأولياء والتلاميذ مشقة وعناء التنقل والتسجيل المباشر بالمعاهد، بحسب وزير التعليم حاتم بن سالم.
ويبدو أن السلطات التونسية تسير نحو رقمنة مناهج التعليم والكتب ووسائل التدريب، وتخفيف استعمال الورق شيئاً فشيئاً. وأكد الوزير سالم خلال ندوة صحافية أنه ستتم رقمنة البرامج والكتب المدرسية الخاصة بالمرحلة الابتدائية بداية من الموسم الدراسي 2021-2020، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا إحداث لجنة في الابتدائي لهذا الغرض.
وأكد الوزير توفير 90 في المائة من الكتب المدرسية في المكتبات، مشيراً إلى أن البقية (10 في المائة من الكتب) بصدد التوزيع على المكتبات.
كما نفى ما راج أخيراً بشأن الزيادة في أسعار الكتاب المدرسي. ولفت إلى إرسال فرق تفقدية تابعة لوزارة التربية لزيارة المكتبات في كامل تراب الجمهورية والمركز البيداغوجي الوطني، لتحديد ما ينقصها، وتوفير ما يلزمها من كتب، رغم الصعوبات في توريد الورق.
وأضاف بن سالم أن الكراس المدعوم ليس من مسؤولية وزارة التربية، داعيا رئيس الحكومة إلى اصدار قرار يتم بموجبه إدراج الكراس المدعم ضمن مسؤولية كل من المركز الوطني البيداغوجي ووزارة التربية.
ويعيش التونسيون على وقع الاستعدادات للعودة المدرسية التي تبدأ منتصف شهر سبتمبر/أيلول المقبل، ولا يشغل العائلات التونسية اليوم سوى عودة أبنائها إلى مقاعد الدراسة، وسط وضع مالي واجتماعي صعب تمر به غالبية الأسر التونسية.
وشرعت العائلات التونسية في شراء الكتب المدرسية والأدوات ومستلزمات العودة لمقاعد الدراسة، أملًا في توفير جميع شروط نجاح السنة الدراسية المقبلة، وسط ارتفاع كبير في أسعار اللوازم المكتبية والأدوات العلمية، وغلاء لافت لكتب الدعم وحصص الدروس الخصوصية.
وأكد لسعد اليعقوبي، الأمين العام لجامعة التعليم بالاتحاد العام التونسي للشغل، أن السنة الدراسية المقبلة ستكون ساخنة وصعبة، وستشهد تحركات احتجاجية للأساتذة والمربين كسابقتها، نظرا لعدم إيفاء الحكومة بوعدها، وفي غياب مفاوضات جدية مع الطرفين.
ودعا اليعقوبي في تصريحات إعلامية وزير التعليم إلى تلبية مطالب الأساتذة، التي لا تراجع عنها.