الثلاثي الراقص على جراح اليمنيين

بات اليمنيون أكثر إدراكا، بأنّ الثلاثي (الانقلاب والشرعية والتحالف) ما هم إلا أوجه مختلفة لوجع واحد هو اليمن، وأن هذا الثلاثي يرقص على أوجاعنا، ويمعن في توسيع جراحنا والتمادي في زيادة معاناتنا.
تستمر العملة اليمنية في التدهور، والشرعية والتحالف لا يكترثان لهذا القتل الجماعي، والشماعة موجودة دائما، وهي أن الانقلاب هو من أوصلنا لهذا الحال. بالتأكيد، إنّ الانقلابيين لهم اليد الطولى فيما نحن فيه، لكن شماعة الانقلاب أصبحت إسطوانة الشرعية والتحالف التي تغطي على اشتراكهما مع الانقلاب في الإبادة الجماعية لشعب اليمن الطيب الذي منحهم ثقة الدفاع عنه وحمايته.
ينخفض سعر الريال اليمني بشكل مخيف متعدّيا السبعمائة الريال، والشرعية تغط في نوم عميق من دون أن تعي حجم الكارثة التي حلّت بالشعب، فأيّ شرعية بقت لسلطة مغتربة عنّا؟ شرعية لا يعنيها أمرنا، ولا تشاركنا مآسينا، فضلاً عن عجزها في حلّ مشكلاتنا، وتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم لنا، أي شرعية هذه التي باتت متخمة بالعجز والفشل والبلادة؟ وأيّ تحالف هذا الذي جاء كما يزعم ليساند الشرعية واستقرار اليمن؟ فلم نر من ذلك شيئا سوى مساندته جملة من التناقضات، تمنحه شرعية التحكم في الشأن اليمني، والوصاية على سيادة اليمن.
اليمن على صفيح ساخن، وثورة جياع تنتظر من يوقد شرارتها، لو اندلعت ستقلب الطاولة على الجميع، ولو استمر تعامل إخواننا الخليجيين معنا بتعالٍ وفوقيةٍ أو تجاهلٍ واستخفاف للوضع الذي يريدون أن نصل إليه، والذي شاركوا في صناعته ورعايته منذ سنوات قليلة فقط، فهم أيضاً سيصلون إلى الوضع نفسه، سيبحثون عن اليمنيين لإنقاذهم، فلن يجدوهم، وسيدركون آنذاك أن تفريطهم باليمن كان تفريطا بأنفسهم.