دعت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، إلى تكثيف الجهود للنهوض بالتعليم في الدول العربية وتشجيع التطوير والابتكار لمواكبة متغيرات العصر، بما يلبي حاجة المجتمعات، ومنها سوق العمل.
وقالت الأمينة العامة المساعدة، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، أمام المؤتمر السنوي الحادي عشر للمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم تحت عنوان "تحويل التعليم في الوطن العربي من التعليم إلى التعلم لغرض الابتكار"، إن الأنظمة التعليمية في العالم العربي تواجه تحديات كبيرة ناتجة عن التغيرات السريعة وثورة المعلومات والتقدم التقني بما يعرف بمجتمع المعرفة.
ولفتت إلى أن دول العالم تسعى إلى تطوير أنظمتها التعليمية باستمرار للوصول لأفضل المخرجات وبأقل جهد وكلفة، ولذلك يجب علينا التركيز على جودة التعليم لتحسين وتطوير مخرجاته وتحقيق كافة المتطلبات واحتياجات المجتمع التي تتناسب مع احتياجات سوق العمل، من أجل الارتقاء بأنظمتنا التعليمية.
وقالت أبوغزالة "إن المؤتمر يسلط الضوء على موضوعات تتعلق بالابتكار والإبداع كوسيلة لتحقيق الجودة في التعليم، كما يسعى إلى تمكين التعاون متعدد التخصصات بين المعلمين والخبراء والشبكات الإقليمية في المجالات المختلفة، وذلك في ضوء انتشار التكنولوجيا الرقمية المتزايدة داخل الصفوف الدراسية في مختلف أنحاء العالم".
— جامعة الدول العربية (@arableague_gs) ٩ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضافت أن الإبداع هو أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعون يلعبون دوراً مهماً وفعالاً في تنمية مجتمعاتنا في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية، لذلك يجب عليها أن تتجه إلى استثمار طاقات أبنائها وتحويلها إلى طاقات إيجابية ذات إنتاجية عالية الجودة ولها قيمة مضافة في المجتمع ومستقبل أبنائه، مؤكدة أنه ليس هناك بداية أهم من التعليم والعلم والمعرفة كي تتولد القدرات للإبداع والابتكار.
وأوضحت أن التركيز على فكرة الإبداع والابتكار والنقد الهادف، من سمات التعليم المعاصر، وأن طريقة توصيل الابتكار والإبداع لدى الطلبة يجب أن تستند إلى منهج تعليمي متقدم، يعتمد على طريقة جديدة وغير تقليدية في كيفية استيعاب المعلومات وإنتاجها واستخدامها وتوظيفها بطريقة تساعد على تجاوز الأطر التقليدية في التعليم والتفكير والمنهج والأساليب، ما يؤدي في النهاية إلى خلق وإيجاد منتج ابتكاري لدى الطلبة، والنظر إليهم كمبدعين.
وأشارت إلى أن جامعة الدول العربية أدركت أهمية النهوض بالبحث العلمي والابتكار لما له من دور أساسي في عملية التنمية، حيث أصدرت القمة العربية في دورتها الـ22 في سرت ليبيا 2010 قرارها بشأن "الدفع بجهود البحث العلمي والتكنولوجي في الدول العربية"، وكلفت الأمانة العامة للجامعة بالتنسيق مع المنظمات العربية المتخصصة المعنية بالبحث العلمي لوضع استراتيجية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار في الدول العربية.
كما لفتت إلى أن الاستراتيجية عرضت واعتمدت على مستوى القمة في دورة الجامعة العادية الـ28 بالمملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 29 مارس/آذار 2017، كما تم وضع الخطة التنفيذية للاستراتيجية. وتتلخص رؤية الاستراتيجية في الوصول بمنظومة البحث العلمي والتكنولوجي والابتكار قبل حلول عام 2030 إلى المستوى الذي تساهم فيه مساهمة واضحة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتحول إلى مجتمع مبني على المعرفة.
وأكدت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تسعى حالياً لوضع الإطار العام للاستراتيجية العربية للبحث العلمي في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم
من جانبه، أكد رئيس المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم "أروقا" الدكتور طلال أبوغزالة، في كلمته، ضرورة التحول من التعليم التقليدي إلى التعلم، وإلى نظام تعليم معرفي رقمي لبناء مجتمع معرفي.
وقال أبوغزالة: "يجب أن يكون التعليم لغرض الابتكار في جميع المجالات وليس للحصول على شهادات، وأن نخرّج مبتكرين يوظفون غيرهم بدلا من تخريج متعلمين يبحثون عن العمل".
وشدد على أن الابتكار هو الطريق لصنع المعرفة والثروة، مؤكدا "أننا بحاجة إلى أن يصبح المعلمون موجهين تقنيين بدلا من ملقنين"، مشيرا إلى أن الشركات الأكبر قيمة في العالم هي شركات الاختراعات المعرفية.
ولفت إلى أن كلية طلال أبوغزالة الجامعية للابتكار لا تخرج طلبتها بامتحان بل بابتكار، مؤكدا "ضرورة أن تكون البرامج العلمية والمهنية والتطبيقية هي الأساس في تعلمنا، فمستقبلنا ستقرره قدرتنا على الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي"، داعيا إلى ضرورة أن تصبح مادة "الذكاء الاصطناعي" مادة أساسية مقررة؛ حيث إن "الذكاء الاصطناعي" سيُدخل العلم إلى العقل دون أي حفظ.
وتابع أبوغزالة: "إنه من المتوقع أن يتم التوحد بين الإنسان والآلة عام 2050"، معتبرا أن دولة العدالة الاجتماعية هي الدولة المعرفية. وأضاف "سوف ننتقل من الدولة المدنية إلى دولة الابتكار حيث كل فرد فيها هو عامل معرفة"، مؤكدا أن "رعاية الأطفال المبرمجين واجب علينا". وأشار إلى أنه في العقد القادم سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري، وأنه لن تكون هناك وزارات تعليم ولا مؤسسات تعليم حكومية.
ويناقش المؤتمر عددا من المحاور المهمة، في مقدمتها التعليم المعرفي في الألفية الثالثة، وقراءة واقع الابتكار والجودة في التعليم بالدول العربية، والتأهيل المهني والتطبيقي للطلاب خلال مراحل الدراسة، بالإضافة إلى توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في التعليم.
يشار إلى أن المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم "أروقا" هي جمعية دولية غير ربحية تأسست في بلجيكا عام 2007، وغايتها الأساسية النهوض بمستوى جودة التعليم العالي بشكل عام مع التركيز على العالم العربي بشكل خاص.