قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي حول زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للولايات المتحدة، إن الأزمة الخليجية "قضية خليجية وستحل خليجياً"، مؤكداً أن القمة الأميركية - الخليجية لا تزال قائمة، و"ستناقش الأمن والمجال العسكري ومكافحة الإرهاب والتشغيل البيني لجيوشنا".
وذكر الجبير أن القمة الأميركية الخليجية لن تناقش الخلاف مع قطر، زاعماً أنها "قضية محلية"، ومضيفاً أن "النزاع" مع الدوحة لا علاقة له بالعلاقات الأميركية - السعودية.
ونجمت الأزمة الخليجية من جرّاء إقدام السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، وفرض حصار بري وجوي على الدوحة، إثر حملة افتراءات واسعة، قبل أن تقدّم الكويت وساطتها للحل.
يشار إلى أن مسؤولاً أميركياً قال، في 19 مارس/ آذار 2018، إن الولايات المتحدة لا تزال تخطط لعقد قمة أميركية خليجية في شهر مايو/ أيار المقبل، كما كان مقرراً سابقاً، وإن الرئيس الأميركي سيحث ولي العهد السعودي خلال لقائهما في واشنطن على حل الأزمة.
وأوضح المسؤول الأميركي لوكالة "رويترز" أن الرئيس الأميركي "يعتقد أن وحدة دول الخليج مهمة"، مشيراً إلى أنه "أكثر قلقاً الآن بشأن الأثر طويل الأمد للأزمة الخليجية على المنطقة"، وأنه سيحث ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على القيام بدور ريادي لحل الأزمة الخليجية.
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، بداية الشهر الجاري، أن إدارة الرئيس ترامب فرضت "قيوداً" على الاجتماعات بين قادة دول الخليج، المزمع عقدها في منتجع كامب ديفيد، تقترن بإحراز "تقدم ملموس" في الأزمة الخليجية، بدونه سيقرر الرئيس الأميركي إلغاء الاجتماع. ومن ضمن ما طُرح، بحسب المصدر نفسه، إنهاء الحصار الجوي على قطر.
وأوردت الوكالة أن "القمة المحتملة لدول مجلس التعاون الخليجي الست في مايو/ أيار المقبل، في المنتجع الرئاسي الواقع في جبال كاتوكتين بولاية ميريلاند، قد تُلغى ما لم تتخذ قطر وجاراتها، السعودية والإمارات والبحرين، خطوات لتسوية الخلاف الذي اندلع بينها قبل نحو عام".
وحسب ما نقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين، وآخرين مطلعين على الموقف، فإنه "بالرغم من أن البيت الأبيض يعلق آمالاً على القمة، فهو يبلغ دول الخليج أنه لا مغزى من عقدها طالما ظلت الدول المتناحرة بعيدة عن مسار المحادثات".
وتنقل الوكالة عن مسؤولين آخرين، أيضاً، أن "الولايات المتحدة طرحت مقترحاً يقضي بأن تنهي دول الخليج الحصار الجوي المفروض على قطر، الذي حال دون هبوط الرحلات الجوية الخليجية في مطارات بقية الدول أو استخدام مجالها الجوي".
اليمن وإيران
وفي ما يخص الشأن اليمني، قال الجبير إنه "يمكن للحوثيين لعب دور في اليمن يعكس حجمهم الحقيقي لا أكثر"، مشدداً على أن "النزاع في اليمن يمني - يمني، والحوثيون يمكن أن يضطلعوا بدور في البلاد، لكن لا ينبغي أن يكون دورهم السيطرة عليها".
وشدّد على ضرورة أن تخرج إيران من اليمن، و"تحترم القواعد الدولية"، مبرزاً أن بلاده "لا تحتاج لمن يدافع عنها، وتصريحات وزير خارجية إيران (محمد جواد ظريف) غريبة دائماً".
واتهم الجبير إيران بـ"تنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية"، مضيفاً أنها "متورطة في اغتيال دبلوماسيين سعوديين".
وقال إن طهران "إذا أرادت أن يكون لها دور في المنطقة عليها أن تحترم حسن الجوار".
وبخصوص الملف النووي الإيراني، ذكر أن الاتفاق النووي فيه "ثغرات ويحتاج للمراجعة"، مؤكداً أن "إيران يمكنها إعادة تخصيب اليورانيوم لاحقاً"، ودعا إلى أن "تكون آلية التحقق والتفتيش أشمل".
وفي السياق، أوضح أن السعودية وأميركا وقّعتا على اتفاقيات في مجالات مختلفة لزيادة التعاون بينهما، مبيناً أن الجانبين ناقشا كيفية الاستخدام السلمي النووي.