تسود حالة من القلق أوساط المزارعين وعدد من المستثمرين في مصر، خاصة في محافظات أسوان والأقصر وقنا (جنوبا)، بالتزامن مع دخول أعداد هائلة من حشرة "الجراد الأفريقي"، قادمة من السودان، خلال الأيام الماضية، قدرها مسؤولون بوزارة الزراعة بعشرات الآلاف، حيث التكاثر الصيفي في ذلك الوقت.
فيما حذر مصدر مسؤول بوزارة الزراعة من مخاطر "الجراد الأفريقي" على الموسم الزراعي الحالي و"الأمن الغذائي" للبلاد.
واعتبر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، كونه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام، أن عدم تحرك الوزارة حتى اليوم لمواجهة تلك الحشرة بحجة أنها غير ضارة، مقارنة بـ"الجراد الصحراوي" الذي يقطع مسافات طويلة ويلتهم مئات الأفدنة في وقت قصير ويظهر في فصل الشتاء، يعد تسيّبًا من جانب الحكومة، وكارثة اقتصادية على المزارعين، خاصة بعد ظهور عدة إصابات لمحاصيل زراعية في مناطق توشكى والعوينات والواحات، وهي مناطق زراعية كبيرة لمستثمرين عرب ومصريين.
وحذر المصدر من خطورة زيادة أعداد تلك الحشرة خلال الأيام المقبلة؛ في ظل عدم مواجهتها من قبل وزارة الزراعة.
وقال إن بلاغات وشكاوى وصلت الإدارات الزراعية بمحافظات الصعيد، والتي قامت بدورها بتصعيدها إلى الوزارة، مشيراً إلى أن الوزارة لم تقم بدورها تجاه مكافحة الجراد، خاصة وأن تلك المديريات ليست لديها الإمكانيات الكافية لمواجهة تلك الحشرات التي تهدد كافة المحاصيل الزراعية الصيفية.
وتسيطر حالة من القلق على المستثمرين بمشروع توشكى الذي يضم الآلاف من الأفدنة جنوب محافظة أسوان لكونها الأقرب للحدود مع السودان، بعد ظهور أسراب من الجراد الأفريقي داخل مزارعها، ما يهدد بتدمير المحاصيل الزراعية.
وناشد مستثمرون، المسؤولين في وزارة الزراعة سرعة التحرك من قبل إدارة مكافحة الجراد، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الجراد، إلا أن الوزارة ممثلة في مكافحة الجراد لم تتحرك.
كما انتقد عدد من المزارعين، الحكومةَ بسبب عدم مدّهم بالمبيدات الحشرية، التي من شأنها أن تقضي على الجراد، مؤكدين أنهم يفتقرون للطرق الحديثة في القضاء على هكذا حشرة، وعدم تدريبهم على طرق الرش، ما يضاعف تخوفهم في حالة زيادة عدد الجراد المعروف بقدرته التدميرية للمساحات الزراعية الخضراء.