ويرتقب أن يلتقي الجربا في واشنطن الرئيس الأميركي باراك أوباما، للمرة الأولى، في خطوة رمزية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في سورية.
وأشارت مصادر إلى أن الجربا سيطرح ثلاثة ملفات رئيسة خلال لقائه أوباما، أولها البحث عن سبل وقف البراميل المتفجرة التي يستخدمها النظام لاستهداف الثوار والمدنيين، على حد سواء، والثاني تأكيد موقف "الجيش السوري الحر" الرافض للإرهاب، والثالث حَث الإدارة الأميركية على اتخاذ موقف من إيران وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية، الداعمة للنظام السوري.
وتنتهي زيارة الجربا، التي بدأها الأربعاء الماضي، يوم غد الأربعاء، إذ من المتوقع أن يصل إلى لندن يوم الخميس، من أجل المشاركة في الجولة المقبلة من "لندن 11"، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة أصدقاء الشعب السوري، في اجتماع يحضره وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
إلى ذلك، ذكر مشاركان في وفد "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، الذي يزور واشنطن منذ الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأميركية لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن تزويد المعارضة المسلحة بأسلحة نوعية ومضادات طيران.
ونقلت وكالة "الأناضول"، عن عضو الهيئة السياسية للائتلاف هادي البحرة، أن الوفد عبّر للمسؤولين الأميركيين الذين التقاهم في واشنطن أخيراً، عن حاجة قوات المعارضة لتسليحه من الولايات المتحدة بهدف تحييد التفوق الجوي الذي يتمتع به النظام السوري، على أقل تقدير.
وأضاف أن "الائتلاف" طلب من المسؤولين الأميركيين أسلحة تضمن حماية المدنيين من الهجمات الجوية التي يقوم بها طيران النظام، والتي أودت بحياة الآلاف منهم خلال الفترة الماضية.
وتابع أن "الائتلاف" يدرك أن الإدارة الأميركية مقتنعة بضرورة حماية المدنيين السوريين، ولكنها تتطلع لـ"حلول من نوع مختلف"، من دون أن يبيّن معالم تلك الحلول.
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بمنح المضادات الجوية لقوات المعارضة، وقال "ليس هناك قرار نهائي تم اتخاذه بهذا الخصوص، ولكننا نعلم أنهم يطالعون الموقف في سورية بجدية، وسوف نسمع منهم في القريب العاجل".
من جهتها، قالت مستشارة رئيس "الائتلاف السوري المعارض" ريم علاف، إن المعارضة السورية لا تطمح إلى الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة من الولايات المتحدة، وإنما لما يكفي لتحييد القوة الجوية لجيش النظام السوري فقط.
ولفتت إلى أن وفد "الائتلاف" مرّر رسالة إلى المسؤولين الأميركيين، لم تبيّن طريقة تمريرها، أنه في حال لم تقدر واشنطن أو ترغب بتزويد المعارضة السورية بالسلاح بشكل مباشر، فإن المعارضة ستكون ممتنة لها إذا سمحت لحلفاء آخرين، لم تسمّهم، بتزويد مقاتلي المعارضة بكميات محدودة من الأسلحة وعلى رأسها مضادات الطيران.
وأشارت المستشارة إلى أن "الائتلاف" لا يسعى إلى إغراق سورية بالأسلحة، وقالت "لا أحد يريد سيلاً من الأسلحة يغرق سورية".
وعبّرت مستشارة رئيس الائتلاف عن خيبة أمل الجربا وباقي فصائل المعارضة من العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على مؤسسات ومسؤولين تابعين للنظام السوري، معتبرة أن ذلك "ليس بالأمر الكافي".
وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية جديدة، الخميس الماضي، استهدفت البنك المركزي السوري، وشركة تسويق النفط السوري، وشركتي تكرير نفط سوريتين أيضاً، كما استهدفت ستة مسؤولين سوريين بارزين، بينهم مستشار رئيس النظام بشار الأسد، العميد بسام الحسن.