وفي السياق، أطلقت وزارة الداخلية الجزائرية، حملة وطنية لتنظيف الفضاءات العمومية عبر جميع ولايات الوطن بغية "توفير الإطار الأنسب لراحة واستجمام المواطنين خلال هذه الفترة المميزة من السنة، إضافة إلى تنظيف الشوارع والأحياء والأماكن والساحات العمومية والمساحات الخضراء".
كما شملت الحملة الشواطئ بالنسبة للولايات الساحلية، وأماكن الراحة بفضاءات الغابات، إذ تمت إزالة كل مظاهر التلوث البيئي التي يمكن أن تسبب خطراً على سلامة وصحة المواطنين خلال موسم الاصطياف.
وشهدت بلدة السوارخ التي تقع على الحدود الجزائرية التونسية، حملة تنظيف واسعة، شملت الشارع الرئيسي الذي يعبره يومياً الآلاف من السياح، كما شملت العملية المخيمات الصيفية والشواطىء التي تستقبل المصطافين.
وشارك كشافة فوج عبد الحميد بن باديس، لبلدة السوارخ وكشافة بلدية أم الطبول، وغيرهم من المنتظمين في منظمات المجتمع المدني في حملة التنظيف. وقال القائد محمد من فوج ابن باديس، لـ "العربي الجديد"، إنّ "مثل هذه الحملات مهمة في اتجاهين: "تنظيف المحيط والحفاظ على البيئة، وكذا تعزيز القيم السوية والسلوك البيئي القويم بالنسبة للناشئة، سواء من أطفال الكشافة أو غيرهم، وتعزيز التعاون بين مكونات المجتمع المحلي".
ونجحت عملية تنظيف أكبر منتزهات العاصمة الجزائرية في جمع سبعة أطنان من النفايات، في يوم واحد، وذكرت المتحدثة باسم مؤسسة النظافة، نسيمة يعقوبي، أنه تم جمع ما يفوق 150 طناً من هذا المنتزه في الفترة التي تلت شهر رمضان.
وتعد مشكلة تراكم النفايات، واحدة من بين أبرز المشاكل البيئية التي تعاني منها الجزائر، بسبب عادات وسلوكيات يومية للجزائريين، إذ عبرت يعقوبي عن أسفها لكون بعض المواطنين لا يحترمون الترتيبات المتعلقة بالمحيط، ويقومون بالرمي العشوائي للبقايا والنفايات بشكل عشوائي.
وقالت في تصريحات صحافية، إن "مؤسسة النظافة مثلاً خصصت 120 حاوية للفرز الانتقائي وضعت في مختلف أنحاء منتزه "الصابلات" لتسهيل عملية جمع وتصنيف النفايات، بحيث يظهر جلياً للعيان ضرورة احترام طريقة وتصنيف رمي النفايات بوضعها في الحاوية المخصصة على غرار الحاوية البيضاء المخصصة للخبز، لكن رواد المنتزه لا يحترمون ذلك".
ويطالب بعض النشطاء والمدافعين عن قضايا البيئة في الجزائر، بفرض عقوبات صارمة ضد المتسببين في الرمي العشوائي للنفايات، وإنشاء شرطة خاصة بالبيئة على غرار تجارب دول أخرى.