الجزائر: أطنان من التوابل المغشوشة بـ "مذاق" الفلين والإسمنت!

تعتبر البهارات أحد أبرز أسرار المطبخ الجزائري، إذ يحتوي سوق التوابل في الجزائر بين 30 و40 نوعاً منها، أي نصف أنواع التوابل حول العالم المقدّرة ب 80 نوعاً تقريباً.

يرتفع استهلاك الجزائريين للتوابل خلال شهر رمضان، بسبب حرص الجزائريين على تطييب أطباقهم الرمضانية بطريقة متميّزة في هذه المناسبة المباركة، التي تجمع العائلات والأصدقاء فوق سفرة مشتركة.

وللأسف ازدياد الطلب يزيد الغشّ! فقد طاول الغشّ التوابل والبهارات في الجزائر خلال رمضان الجاري، بشكل ملفت عن الأعوام السابقة، حيث أغرق بعض التجّار الأسواق بكميات كبيرة من التوابل المهرّبة، والتي غالباً ما تكون منتهية الصلاحية أو مغشوشة بمواد دخيلة.  

وقد كشف الدكتور "بودزاري" في مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الحكومي، أن أزيد من نصف نسبة التوابل التي يستهلكها الجزائريون مغشوشة، وتحتوي على مواد مضرّة بالصحّة، تسبّب حالات تسمّم وأمراضاً، مثل حصى الكلى والكبد، وقد تكون قاتلة أو مسرطنة في حالة الإفراط في تناولها. وحسب تصريحه ، فإن كلّ مصلحة للاستعجالات، ومنذ بداية شهر رمضان، تستقبل أزيد من 500 شخص يومياً، بينهم أكثر من 20 شخصاً تعرّضوا للتسمّم بسبب "التوابل" المسمومة التي أصبحت منتشرة في رمضان.

يستغل تجّار التوابل شهر رمضان لتصريف سلعهم المكدّسة في المخازن، عبر نقاط بيع غير نظامية، حيث يتمّ عرضها مكشوفة، في أكياس تقليدية غير مطابقة للمعايير الغذائية ولشروط الحفظ والنظافة. فهذه المواد كغيرها من المواد الاستهلاكية لها مدّة صلاحيّة محدّدة، لا تتعدّى 3 سنوات، و تحتاج أثناء حفظها لشروط معينة، كعدم تعريضها للهواء، وأشعّة الشمس.

كما يلجأ تجّار آخرون إلى مزج التوابل بمواد أخرى، سواء كانت استهلاكية كأنواع رخيصة من التوابل أو دقيق مكوّنات أخرى، أو خلطها بمواد خطيرة كمواد البناء (الإسمنت أو الآجر المطحون)... ويدرج خلط الفلّين بالقرفة قبل سحقها واستعمال ملوّنات مضرّة بالصحّة.

الخطير أنّ هذه البهارات المغشوشة تلقى رواجاً بسبب أسعارها المعقولة، مقارنة بسعر التوابل الأصلية فائقة الجودة.