تحتضن الجزائر غداً السبت وعلى مدار ثلاثة أيام، الدورة الأولى من "المنتدى الأفريقي للاستثمارات والأعمال" الذي تعول عليه من أجل الولوج نحو السوق الأفريقية.
ويشارك في المنتدى الذي يحمل عنوان "نعمل معاً لننجح معاً" أكثر من 2000 رجل أعمال، من القارة السمراء. وتراهن الجزائر من خلاله للترويج إلى اقتصادها المحلي، الذي يمر بأزمات منذ قرابة عامين.
وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد نوّه بأهمية انعقاد المنتدى، في الجزائر، كونه يشكل فرصة في التوجه صوب السوق الأفريقية.
ويبدو أن الحكومة الجزائرية، قد اقتنعت بما تحمله القارة السمراء، من إمكانات مادية وبشرية، قد تكون الحل لإخراجها من أزمتها الاقتصادية، خاصة بعد انهيار أسعار النفط عالمياً، وتراجع الإيرادات المالية. كما أنها تضمن من خلال الولوج إلى الأسواق الناشئة في دول الساحل ووسط أفريقيا، تحسين البيئة الاستثمارية.
وتعمل الحكومة على تغيير وجهة بوصلتها الاقتصادية، من الشمال الأوروبي والشرق الصيني إلى الجنوب الأسمر.
وتبني الجزائر "مخططها" إلى الولوج نحو السوق الأفريقية على "الدبلوماسية الاقتصادية" التي تسلّم وزير الخارجية رمطان لعمامرة مسؤولية "حياكة خيوطها" بحكم تجربته السابقة على رأس "دائرة السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي" بين 2008 و 2013.
ويرى الخبراء، أن الجزائر تأخرت كثيراً لتغير وجهتها الاقتصادية، وهو ما أشار إليه الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، الذي قال لـ"العربي الجديد" "إن الجزائر ظلت ترى في أفريقيا مجرد "ورقة سياسية" تلعبها وقت الأزمات". ولفت إلى أنّ "أبرز مثال لإدارة الجزائر ظهرها لأفريقيا اقتصادياً، هو عدم زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لدولة جارة مثل مالي منذ وصوله للحكم عام 1999".
وبيّن الخبير الجزائري أن نجاح التواجد الاقتصادي الجزائري في أفريقيا، مرهون باستثمارات حقيقية ومشاريع ضخمة، وليس مجرد تبادل للسلع، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات تحتاج لميزانيات ضخمة، لن تستطيع الخزينة العمومية تغطيتها ولا البنوك والمؤسسات المالية.
وكانت الجزائر قد دعت في قمة الاتحاد الأفريقي 27 يوليو/ تموز المنصرم إلى استحداث المنطقة القارية للتبادل الحر في آفاق سنة 2018، إلا أن مساعي الجزائر لدخول السوق الأفريقية تواجه عقبات عديدة، منها المنافسة الشديدة من دول كثيرة، كالمغرب التي سبقت الجزائر في هذا المجال.
من جهتها، قالت نائبة رئيس الاتحاد المتوسطي للمؤسسات الاقتصادية سعيدة نغزة لـ"العربي الجديد" "يتوجب على الجزائر تعديل القوانين التي تمنع تحويل الأموال إلى الخارج، حتى نستطيع الاستثمار في أفريقيا. إذ لا يمكن أن تبدأ الجزائر باستثمارات كبيرة في أفريقيا، وهي لا تملك الأموال اللازمة لذلك".
وأوضحت أنّ "نيجيريا وجنوب أفريقيا، تعتبران الوجهة الأمثل للجزائر في الوقت الراهن في ظل التقارب الحاصل سياسياً، بالإضافة إلى انفتاحهما اقتصادياً مقارنة مع دول الأخرى، حيث الهيمنة الفرنسية والألمانية".