دعا وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، اليوم الثلاثاء، باريس الى دعم عملية تؤدي إلى تقرير المصير في الصحراء، معترفاً في الوقت نفسه بأن هذه القضية الحساسة للغاية تشكل نقطة "اختلاف" بين باريس والجزائر.
وقال العمامرة، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي، جان مارك إيرولت، الذي يقوم بزيارة الى الجزائر: "ما زلنا نأمل بأن تقدم إدارة الرئيس، فرنسوا هولاند، مساعدة فعلية للمنطقة من أجل تسوية هذه المسألة في إطار الشرعية الدولية وفي ظل احترام موقف الأمم المتحدة بشأن تصفية الاستعمار".
وأضاف أن "النزاع في الصحراء يدوم منذ 40 عاماً (...) ولا أخفي عليكم أنه من أبرز نقاط الاختلاف بين سياسة الجزائر الخارجية والسياسة الفرنسية الخارجية".
واعتبر أن الأمم المتحدة باتت "قاب قوسين أو أدنى من موقف ربما يكون حاسماً"، معرباً عن أمله في أن "تتخذ الأمم المتحدة القرارات اللازمة حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحمل مسؤولياته التاريخية من أجل تقرير مصير شعب الصحراء".
وتابع: "نعتقد أن فرنسا ستجد دوراً يكون في مستوى تاريخها وقدراتها ومسؤولياتها في دعم وقيادة مسار يسمح للمغرب العربي بالمضي قدماً نحو مصير مشترك وموحد مع احترام الحق الطبيعي للشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
والصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمتها الرباط في عام 1975 تطالب بها جبهة البوليساريو الانفصالية التي تدعمها الجزائر.
ومنذ عام 2007، تقترح الرباط خطة للحكم الذاتي تحت سيادتها في الصحراء، في حين تطالب جبهة البوليساريو باستفتاء حول تقرير المصير.
وتتهم البوليساريو باريس بعرقلة خطة تسوية للأمم المتحدة باستخدامها الفيتو في مجلس الأمن.
من جهته، قال إيرولت، الذي تدعم بلاده خطة الرباط : "إنها مسألة في غاية الدقة والصعوبة، لا تنبغي أن تكون حجر عثرة في الصداقة التي تربط فرنسا والجزائر".
وأضاف "نأمل تجديد ولاية المينورسو (بعثة الأمم المتحدة في الصحراء)"، داعياً الى "التهدئة" في العلاقات بين المغرب والأمم المتحدة.
وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، قد أثار غضب الحكومة المغربية، أخيراً، بحديثه عن "احتلال" الصحراء الغربية، ما تسبب بأزمة بين الطرفين لم تنته حتى الآن.