بدأت في الجزائر، الأحد، امتحانات شهادة البكالوريا بعد تأجيلها منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، بسبب فيروس كورونا، وأحصت وزرة التربية الوطنية أكثر من 637 ألف طالب في قوائم الامتحان الذي يجرى على مدار خمسة أيام بمشاركة 190 ألف أستاذ وإطار تربوي، على أن تعلن نتائجه في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وشددت السلطات الجزائرية التدابير الوقائية من خلال تطبيق بروتوكول صحي بغرض ضمان سلامة الطلاب والمراقبين، والحيلولة دون انتشار الوباء، يشمل وضع ممرات دخول، وقياس حرارة الطلبة قبل الدخول، وإجبارية ارتداء الكمامات، وتوفير المعقمات وجميع المستلزمات والوسائل الوقائية في جميع مراكز الامتحان.
وحضر رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، ووزير التربية محمد واجعوط، انطلاق الامتحانات في إحدى ثانويات ولاية عنابة، وقال جراد للطلاب إن "الأزمة تلد الهمة، وستتذكرون يوما أنكم اجتزتم البكالوريا في عام كورونا"، مشيرا إلى أن السلطات لم تمنح الأهمية للوباء على حساب الامتحان، كما ربط موعد الدخول المدرسي المقبل بتحسن الوضع الوبائي، مؤكدا أن المؤسسات التربوية ستفتح أبوابها بعد التأكد من تلاشي خطر الفيروس.
وقال وزير التربية محمد واجعوط إن مواضيع الامتحان ستكون من الدروس التي تم تناولها مع الأساتذة حضوريا داخل الأقسام خلال الفصلين الأول والثاني من السنة الدراسية، ما قد يسمح بارتفاع نسبة النجاح في امتحان شهادة البكالوريا مقارنة بنسبة العام الماضي التي بلغت 54.56 في المائة.
وإضافة إلى التدابير الوقائية لضمان ظروف آمنة لإجراء الامتحانات، تم تجنيد أكثر من 15 ألف شرطي لتأمين2147 مركز امتحان، واتخذت وزارة التربية تدابير مشددة لمكافحة الغش، ومنع تسريب أسئلة الامتحانات، إذ قررت قطع الإنترنت خلال الساعة الأولى من الامتحان، منذ اليوم الأحد إلى غاية الخميس المقبل، تكريسا لمبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص.
وأقرت الحكومة مؤخرا تجريم الغش بجميع أنواعه في الامتحانات المدرسية، وإدراج ذلك في قانون العقوبات، إذ أصبحت العقوبات تتجاوز الإدارية والتربوية إلى عقوبات قضائية، وتعمدت وزارة العدل استباق امتحان البكالوريا بالكشف، أمس السبت، عن توقيف وملاحقة عدد من المتورطين في نشر وتسريب امتحانات التعليم المتوسط التي جرت الأسبوع الماضي.
وسبق إجراء امتحانات البكالوريا سماح السلطات بإعادة فتح مؤسسات التربية والتعليم في 19 أغسطس/آب الماضي، لتقديم حصص المراجعة، وتقديم الدعم النفسي للمترشحين.
وأعلنت وزارة العدل أن4647 سجينا مسجلون في قوائم البكالوريا، وأنه سيتم السماح لهم باجتياز الامتحان في 44 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف وزارة التربية مراكزاً للامتحانات الرسمية.