أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) يرتكب جرائم حرب في سورية، فيما نفذت المدفعية التركية المرابطة على الحدود السورية ضربات على المواقع التي تقدم إليها الحزب بتغطية من الطيران الروسي في ريف حلب الشمالي.
وهدد داود أوغلو، خلال كلمته في اجتماع فرع حزب العدالة والتنمية في ولاية إرزينجان شرقي تركيا، بأن تتخذ أنقرة تدابير ضد الاتحاد الديمقراطي كتلك التي تم اتخاذها ضد العمال الكردستاني في جبال قنديل في شمال العراق، قائلا: "إن مليشيات الاتحاد الديمقراطي تتلقى تدريباتها في معسكرات العمال الكردستاني في جبال قنديل، حتى إنهم علّقوا صور عبدالله أوجلان زعيم الكردستاني في المكتب الذي افتتحوه في موسكو".
وأشار داود أوغلو إلى التعاون بين الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري، قائلا: "إن الاتحاد الديمقراطي هو جناح للعمال الكردستاني، وهو ما يشكل تهديداً لتركيا ولسورية ولجميع المنطقة"، مضيفاً أن "الاتحاد الديمقراطي يرتكب جرائم حرب، وفي حال شكل تهديداً لتركيا، سيتم اتخاذ إجراءات في حقه في سورية كتلك التي تم اتخاذها بحق العمال الكردستاني في جبال قنديل".
من جهته دان ما يسمى "جيش الثوار"، في بيان صادر عن قيادته العامة مساء اليوم السبت، ما وصفها بـ"سياسة الذراع الطويلة التي تتبعها تركيا في منطقة ريف حلب الشمالي، حيث أقدمت مدفعيتها على قصف قريتي المالكية وتنب اللتين سيطر عليهما جيش الثوار في وقت سابق".
واعتبر "جيش الثوار" القصف التركي "اعتداء على سورية وأرضها وشعبها وموجّها ضد السوريين وثورتهم وتدخّلاً عسكرياً غير شرعي ضد قوى الثورة"، متهماً تركيا بـ"دعم التنظيمات الإرهابية وتغذيتها بما يخدم مصالحها ولا يتناسب مع مصلحة ثورتنا السورية خاصّة وأنّها تغذي القاعدة باتجاه المواجهة مع الثوّار دون النظام المتوغّل".
إلى ذلك، سيطرت قوات النظام السوري المدعومة بمليشيات مختلفة، عصر اليوم السبت، على قرية الطامورة شمال حلب. وأوضح الناشط الإعلاميّ، منصور حسين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات النظام مدعومة بمليشيات عدة استطاعت عصر اليوم، فرض سيطرتها على قرية الطامورة شمال غرب مدينة عندان في ريف حلب الشماليّ، بعد اشتباكات عنيفة جداً مع مقاتلي المعارضة وتحت غطاء جويّ روسيّ مكثّف".
وجاء ذلك، بعد يومين من تنفيذ قوات النظام هجوماً واسعاً على منطقة الطامورة لعبت فيه المليشيات الإيرانية دوراً أساسياً على الأرض إلى جانب التغطية الجويّة التي أمّنتها طائرات روسية.
وبسيطرة قوات النظام على الطامورة فإنّها تضيّق الخناق على المعارضة شمال حلب كما تقترب من مدينة عندان، والتي ستتمكن في حال سيطرت عليها من فرض حصار كامل على مناطق سيطرة المعارضة بمدينة حلب، كونها تبعد أقل من خمسة كيلومترات عن أوتوستراد الكاستلو، والذي يشكل خط إمداد المعارضة الوحيد حالياً إلى مناطق سيطرتها بمدينة حلب.
وبحسب حسين فإنّ "سلاح المدفعية التركي استهدف، مساء اليوم، تجمعات مليشيات كردية في مطار منغ العسكري وقريتي مرعناز وتنب بريف حلب الشمالي".
وكان عناصر ما يعرف بـ"جيش الثوار" بالاشتراك مع (وحدات حماية الشعب) الكردية قد سيطروا قبل يومين على قرية منغ والمطار العسكري القريب الذي يحمل الاسم نفسه في ريف حلب الشماليّ، بعد أيام من تقدّمهم إلى بلدات وقرى دير جمال وكشتعار والخريبة ومرعناز وأناب وشوارغة ومريمين والمالكية في الجزء الغربي من ريف حلب الشمالي.
يذكر أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها المدفعية التركية بضرب مواقع داخل الأراضي السورية، إذ سبق للجيش التركي توجيه قصف مدفعي شديد ضد قوات النظام السوري والمليشيات الطائفية المتحالفة معه أثناء تقدمها في منطقة جبل التركمان وجبل الأكراد شمال اللاذقية، وكذلك قام بقصف مواقع عديدة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شمال حلب.
من جهته، أفاد "الدفاع المدنيّ في حلب"، بأنّ "قوات النظام استهدفت بصاروخ حراري حافلة نقل ركاب على الطريق الواصل بين كفر حمرة والكاستيللو ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص".
وبحسب المصدر، فإنّ "النظام استهدف بالمدفعية الثقيلة فريق الدفاع المدني أثناء إخماده الحريق الناتج عن القصف، ما أدى إلى تضرر سيارة الملحق وإصابة أحد عناصره من مركز هنانو"، بينما أكّد الناشط الإعلاميّ أنّ "مدينة تل رفعت شهدت قصفاً جوياً روسيّاً تمثّل بأكثر من 30 غارة أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين".