وأضافت المصادر أن ارتفاع الأسعار طاول الفروج ليبلغ أعلى سعر له خلال العام الجاري، إذ وصل سعر الفروج الحي 1400 ليرة للكيلوغرام والجوانح 1500 ليرة والشرحات 2600 ليرة في منطقة التجارة، والدبوس 1900 ليرة في الميدان، والفخذ 1950 في معظم أسواق العاصمة السورية.
ويرى الاقتصادي السوري، صلاح يوسف، أن أسباب عدة أوصلت أسعار الفروج والبيض إلى هذا المستوى غير المسبوق، منها تراجع سعر صرف الليرة إلى ما دون 560 ليرة للدولار برغم تدخل المصرف المركزي، فضلاً عن موجة الحر التي تؤثر في قطعان الدواجن نتيجة انقطاع التيار الكهربائي في معظم مناطق تربية الدواجن وعدم وجود طريقة للتبريد وتهوية المزارع.
ويضيف يوسف لـ"العربي الجديد" أن السبب الأهم يكمن في ارتفاع مستلزمات إنتاج الدواجن، وفي مقدمتها الأدوية والأعلاف، فقد ارتفع سعر طن الذرة في سورية خلال الشهر الجاري من 120 إلى 155 ألف ليرة، وسعر طن فول الصويا من 260 إلى 300 ألف ليرة، ما انعكس على تكاليف الإنتاج وارتفاع الأسعار.
وعن أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف، يشير الاقتصادي السوري إلى أن السبب يعود إلى حصر الاستيراد سابقاً بعدد محدود من التجار وتحكّمهم بالعرض والسعر، قبل أن تفتح حكومة الأسد قبل أيام، الاستيراد للجميع.
ويلفت المتحدث نفسه، إلى أن نقص الأدوية البيطرية في سورية، أو عدم فعاليتها أو انتهاء صلاحيتها، ساهما في ارتفاع الأسعار ونفوق أعداد هائلة من القطعان في مناطق مدينة حماة، وسط سورية على وجه التحديد، في واقع ارتفاع درجة الحرارة وانتقال عدوى الأمراض بين الدجاج، ما أدى إلى خروج أكثر من 70% من المربين عن الإنتاج.
ووافق رئيس مجلس الوزراء في حكومة بشار الأسد، عماد خميس، الأسبوع الفائت، على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة إلزام القطاع الخاص من مستوردي المواد العلفية بأنواعها كافة، ومنتجي فول الصويا، بتسليم المؤسسة العامة للأعلاف أو المؤسسة العامة للدواجن كمية 15% من مستورداتهم أو إنتاجهم، بسعر التكلفة، قبل أن تسمح وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، الاثنين الماضي، باستيراد مستلزمات الأعلاف الخاصة بالدواجن من دون أي شروط أو تحديد لسقف الكمية المراد استيرادها ولكل الراغبين.
وبينت الوزارة خلال تعميم، اطلع "العربي الجديد" عليه، أن مديرياتها في المحافظات جاهزة لاستقبال طلبات المربين والتجار والصناعيين الراغبين باستيراد فول الصويا من خلال التقدم بطلباتهم للحصول على الموافقات اللازمة لذلك.
ويعزو المدير العام لمؤسسة الدواجن، سراج خضر، أسباب ارتفاع الأسعار إلى الفجوة الكبيرة في تربية الدواجن، وإلى أثر ارتفاع درجات الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية، ما أثّر في العرض نتيجة خروج معظم مربي الدواجن من العملية الإنتاجية، ودخول الفروج المهرب المجمد إلى البلاد، وكذلك دخول البيض المهرب.
وعن دور المؤسسة في ضبط الأسعار وتوفير المواد، أكد خضر خلال تصريحات صحافية، أن مؤسسة الدواجن ستبقى صمام أمان، فنحن نبيع الفروج المذبوح والمنظّف وفق النشرة التموينية بسعر 1200 ليرة للكيلوغرام، في وقت يباع الفروج في السوق بسعر 1500 ليرة للكيلوغرام، مؤكداً أن المشكلة تكمن في أن التموين تعتبر الفروج مادة أساسية وتخضع للسعر مثل الخبز المدعوم، لكن الفروج والبيض لا ينالان أي دعم.
وعن رأيه في الأسعار، أكد خضر أن هذه الأسعار غير منطقية وتفوق قدرة المستهلك ومرهقة له، وإذا أردنا أن ندعم المستهلك يجب أن ندعم المنتج، لأن الأسعار لكل المنتجات، سواء البيض أو الفروج أو غيره فوق إمكانات أغلب المستهلكين ودعمها يحتاج إلى دعم المنتجين لهذه المواد.
(الدولار يعادل 550 ليرة سورية)