يعتبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان مناسبة لاستعراض التقرير الأممي عن الواقع السوري والاحتياجات الإنسانية، وسط الحرب التي يتحمل المدنيون جراءها معاناة لا مثيل لها، تدمر كل ما له صلة بحقوق الإنسان.
ويذكر التقرير الصادر في مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري أن 13.5 مليون شخص يعيشون داخل سورية يحتاجون للمساعدة الإنسانية، بينهم 4.9 ملايين عالقون في المناطق السورية المحاصرة، وسط مخاطر جدية تهدد أمنهم. كما أن أكثر من نصف السكان أجبروا على مغادرة منازلهم، وكثيرون نزحوا مرات عدة.
ويعتبر التقرير أن 6.3 ملايين سوري أجبروا على النزوح من منازلهم، بينهم 1.1 مليون شخص يعيشون في مخيمات داخل سورية، و170 ألف شخص تقطعت بهم السبل على الحدود مع تركيا ومع الأردن، كما أن هناك نحو 6100 شخص في حركة نزوح يومي.
يشير التقرير إلى أن 5.8 ملايين طفل، من بين 13.5 مليون سوري، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية وإغاثية.
ويوضح أن 4.9 ملايين شخص يحتاجون المساعدات موجودون في المناطق المحاصرة، وأن 0.97 مليون شخص منهم لا يمكن الوصول إليهم، في حين أن 3.9 ملايين شخص يصعب الوصول إليهم بانتظام وتوفير الدعم المستدام لهم لأسباب عدة منها عدم منح التراخيص لإدخال المساعدات، وتقييد حركة نقل المساعدات إلى المناطق المطوقة عسكرياً. كما أن هناك 0.94 مليون شخص داخل المناطق العسكرية.
ويعيش 85 في المائة من السورين في حالة فقر، بحسب التقرير، 69 في المائة منهم على حافة الفقر المدقع، في حين أن 35 في المائة هم بحالة فقر شديد.
— OCHA Syria (@OCHA_Syria) December 1, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويفصّل التقرير أسوأ أشكال عمالة الأطفال السوريين ومنها جمع النفايات، والتهريب، والتسول، والتجنيد، والمشاركة في أنشطة غير مشروعة.
كما يبيّن أن ما يزيد عن مليون شخص يعيشون في مخيمات ومراكز جماعية ونقاط عبور داخل سورية، وأن أكثر من 55 في المائة هم من الأطفال، يتوزعون على المدارس، ومراكز حكومية، ومستودعات، ومصانع، ومكاتب ومبانٍ تجارية وجوامع ومراكز دينية وغيرها.
وعن الحاجة إلى التعليم تشير الأرقام التي يوردها التقرير الأممي إلى أن 6.1 ملايين شخص داخل سورية يحتاجون إلى التعليم، وأن 1.75 مليون من الأطفال والشباب هم خارج المدرسة، و1.35 مليون معرضون لخطر التسرب من التعليم.
أما بالنسبة لأحوال المدارس والمؤسسات التعليمية، فإن مدرسة من كل ثلاث مدارس في سورية، إما تضررت أو دمرت أو تحوّلت إلى ملاجئ جماعية، أو لا يمكن الوصول إليها، بحسب التقرير.
وعن الغذاء، يقدّر التقرير بنحو 7 ملايين شخص يعيشون في ظل انعدام الأمن الغذائي، وأن مليونين آخرين معرضون لخطر انعدام الغذاء.
— OCHA Syria (@OCHA_Syria) December 3, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وبالنسبة للصحة، يوضح أن 12.8 مليون شخص يحتاجون للرعاية الصحية داخل سورية، لافتاً إلى أن الصدمة هي السبب الرئيس للأمراض والوفيات في سورية، وأن 30 في المائة من حالات الصدمة ناتجة عن الإصابة بإعاقة دائمة.
ويتابع أن الرعاية الطبية لا تتوفر إلا في حال تأمين الحماية للمرضى والعاملين الصحيين والمرافق الصحية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية. ويضاف إلى ذلك الالتزام المنتظم بإيصال الإمدادات والخدمات الطبية في الوقت المناسب، والسماح بإجلاء من هم بحاجة للطبابة والعلاج، وتوفير المراقبة الوبائية منعاً لتفشي الأمراض المعدية.
ويفصل التقرير الحاجات الأخرى ومنها المأوى، والمياه، واللوازم غير الغذائية.
ويتطرق التقرير إلى السوريين الذين تركوا بلادهم بهدف اللجوء إلى أوروبا، ويشير إلى أن 3898 سورياً قضوا غرقاً أثناء إبحارهم بالقوارب نحو أوروبا حتى سبتمبر/أيلول الماضي. وإن 301 ألف و583 سورياً تمكنوا من الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر البحر. كما أن 131 ألفا و721 سورياً تقدموا بطلبات اللجوء حتى أغسطس/آب 2016، في حين أن 84 ألفا و443 سورياً حصلوا على حق اللجوء حتى سبتمبر/أيلول الماضي.
(العربي الجديد)