يتجمع الأطفال في أزقة مدينة تعز وأريافها على شكل حلقات لممارسة الألعاب التقليدية التي تمنحهم التسلية والمرح، وتخفف من قسوة الحرب، إذ تعتبر تلك الألعاب الشعبية جزءاً مهماً من التراث المحلي الذي انتقل عبر الأجيال، كما أنه يحتل مكانته في ذاكرة المواطن اليمني.
ومن الألعاب الشعبية لعبة الثعلب أو "الكوفية"، وفيها يشكل الأطفال دائرة، ويخفون أعينهم، ويدور أحدهم، وهو الذي بحوزته الكوفية أو الشال، مردداً بصوته "الثعلب فات فات. على ذيله سبع لفات. الدبة وقعت في البئر. صاحبها صاحب خمسين"، وبعد أن ينهي الغناء يرمي الكوفية أو الشال على أحد الجالسين، والذي يبدأ مطاردة المنشد الذي يحاول الجلوس في مكان الشخص الذي قام بمطاردته، وإذا نجح قبل أن يلمسه مطارده يكون الفائز.
ويحكي الطفل عديل أحمد لـ "العربي الجديد"، أنهم يلجؤون إلى هذه الألعاب الشعبية لتسلية أنفسهم، وأنها وسيلتهم الوحيدة التي اكتسبوها من الأكبر منهم سناً، كما أنهم ينقلونها إلى الأطفال الذي يصغرونهم، ويشير عديل إلى أنه يلعب يومياً مع أطفال قريته لعبة "سمكروني عيوني"، وفيها ينقسم اللاعبون إلى فريقين، ويقوم أحد لاعبي الفريق بصد الكرة برأسه، ويعد أحدهم إلى الخمسين، ويقول سمكروني عيوني. أما لعبة الحصى فهي لعبة خاصة بالفتيات، وفيها ترمي الفتاة إحدى الحصى في الهواء، وتأخذ الحصوات الأخريات، ثم تمسك بالحصاة التي رمتها، وإذا وقعت من يدها تخسر، ويكون دور لاعبة أخرى.
وهناك العديد من الألعاب الشعبية التي تمارس في مختلف الأرياف اليمنية. يقول عبد الملك سلمان لـ "العربي الجديد"، إن "الألعاب الشعبية وثقت التراث والتاريخ، ويتناقلها الأطفال عبر الأجيال بشكل تلقائي، ومنها الغماية، وحبس يمن، والحجلة، والتبارة (الوقل)، وألعاب أخرى عديدة كان يلعبها في صغره، واليوم يلعبها الأطفال بشكل مستمر رغم الحرب".
ويضيف أن "لعبة الغماية تضم مجموعة لاعبين يغمض أحدهم عينه واضعاً رأسه على الجدار أو شجرة، ويعد حتى العشرين، في حين يختبئ بقية اللاعبين، ومن يجده يخرج من اللعبة، أما لعبة التباره (الوقل)، فهي عبارة عن رسم خمسة مربعات ملتصقة ببعضها على الأرض، ويقوم اللاعب برمي حجر، ورفع رجله والقفز عليه، والانتقال من مربع إلى آخر، إلى أن تنتهي مراحل اللعبة".