قال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، إن الضربات الصاروخية التي وجهتها قوات من الحرس لمواقع في دير الزور قبل مدة، جاءت للانتقام من تنظيم "داعش"، الذي نفذ هجومي طهران، وأحرق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة حياً، على حد تعبيره.
ونقل موقع "تسنيم"عن حاجي زاده، مساء الثلاثاء، أن "الضربات وجهت بدقة لمواقع عسكرية، وقتل خلالها أفراد من التنظيم، ومنهم من يحملون الجنسية الصينية"، مشيراً إلى أن في التنظيم أعضاء كثرا انضموا إليه من الخارج.
وأضاف أن "الحرس وضع أكثر من ستين نقطة في دير الزور، كان من الممكن استهداف واختيار أي منها بحسب ما ذكر قائد فيلق القدس قاسم سليماني في حينه، وبعد أن تم التأكيد على ضرورة الابتعاد عن المدنيين تم اختيار أهداف محددة ودقيقة"، حسب قوله.
كما لفت حاجي زاده، إلى أن "عملية الحرس هذه كانت ضخمة، وبمجرد إطلاق أول صاروخ من الصواريخ الستة، انتشرت أنباؤها في كل مكان، مبيناً أن العملية استمرت لاثنتي عشرة دقيقة وحسب، وتسببت بدمار قاعدة عسكرية لداعش، لم تكن قوات الحرس على علم بأنها تحت ذاك الموقع الذي تواجد فيه قادة للتنظيم".
واعتبر أنه "لولا دور الحرس الثوري وفيلق القدس في سورية والعراق لوصلت نيران الحرب في المنطقة للحدود الإيرانية"، كما أبدى حاجى زاده "جهوزية الحرس لمساعدة كل المؤسسات التقنية في بلاده لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وإنهاء حالة الاعتماد على الخارج".
وجدد التأكيد على إصرار إيران على تطوير المنظومة الصاروخية والعسكرية رغم العقوبات الأميركية، قائلا إن واشنطن تركز الآن على البرنامج الصاروخي الإيراني بعد أن انتهت من النووي، مؤكدا أن التطور في إيران وصل إلى مرحلة تمنع أميركا وغيرها من شن هجوم ضدها، حسب رأيه.
وتابع "إن الاتفاق النووي كان تجربة جيدة وجاء حصيلة متابعة دبلوماسيي الخارجية الإيرانية، واستمع الحرس لتصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأخيرة، لكن الطرف المقابل مازال مصرا على سياساته.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت أمس الثلاثاء عقوبات جديدة على 18 شخصاً وكياناً على ارتباط بالمنظومة الصاروخية الإيرانية، وببرنامجها التسليحي وبالحرس الثوري بالدرجة الأولى.
وانتقدت الخارجية الإيرانية هذا القرار، مؤكدة أنها ستتعامل بالمثل، كما ذكر ظريف المتواجد في نيويورك أن لدى إيران كل الخيارات للرد على السياسات الأميركية، ومنها الخروج من الاتفاق.
واعتبر أن أميركا تحاول منع بلاده من جني ثمار الاتفاق، مضيفا أن إدارتها تحدثت مرارا عن سعيها لإلغاء الاتفاق، لكن يبدو أنها فهمت أن هذا غير محبذ دوليا.
وأضاف في تصريحاته الأخيرة، أن ما يجري يدل على وجود سوء نوايا، "فواشنطن نفسها تؤكد التزام طهران ببنود الاتفاق، وتفرض مباشرة بعد ذلك حظرا جديدا".