وهزم الثنائي ذو الميول اليسارية الفريق المنافس المتكون من أولاف شولز وكلارا غيفتز في جولة الإعادة لأعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
أظهرت النتائج التي نشرت يوم السبت أن شولز وغيفتز فازا بدعم 53% من الناخبين، لكن تعيينهم ما زال بحاجة إلى موافقة رسمية من مؤتمر للحزب في الأسبوع المقبل.
وجرت جولة الإعادة للثنائي الذي سيتولى زعامة الحزب الاشتراكي الألماني، اليوم السبت، بعد حصول المتنافسين أولاف شولز وكلارا غيفتز في الجولة الأولى على 22.68% من الأصوات مقابل 21.04% للثنائي نوربرت فالتر بوريانس وساسكيا إسكن.
ونوبرت فالتر بوريانس، 67 عاماً، معروف بكفاحه ضد التهرب الضريبي، وهو شغل منذ العام 2010 ولفترة سبع سنوات منصب وزير المالية في ولاية شمال الراين فستفاليا.
وبدأ بوريانس عمله السياسي عام 1984 بصفة مستشار دولة من ضمن فريق عمل رئيس وزراء الولاية آنذاك يوهانس راو، وتم تعيينه عام 1991 نائباً للمتحدث باسم الحكومة ووزير دولة بمهام اقتصادية، وله مؤلف عن معركته ضد التهرب الضريبي، وهو أب لأربعة أولاد وينتمي أساساً إلى عائلة من الحرفيين فوالده كان نجاراً فيما مارست والدته مهنة الخياطة.
أما الطرف الآخر في الثنائي ساسكيا إسكن، 58 عاماً، فهي خبيرة في القضايا الرقمية وانتسبت إلى الحزب الاشتراكي عام 1990.
تنتمي إسكن إلى الجناح اليساري داخل الحزب وهي عضو في البوندستاغ منذ عام 2013 وملتزمة بملفات حماية البيئة. ولدت إسكن في ولاية شتوتغارت، وحصلت على تدريب مهني في مجال الكومبيوتر وتطوير البرمجيات وعملت في قطاع المطاعم وسائقة.
ويريد الثنائي بوريانس وإسكن، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، تحسينات على اتفاقية الائتلاف حول مواضيع العدالة الاجتماعية والبيئة وغيرها.
أما المرشحان الخاسران أولاف شورز وكلارا غيفتز فقد خاضا غمار الحياة السياسية داخل صفوف الاشتراكي منذ زمن، ويرمز القياديان إلى السياسة الواقعية والاستمرارية، وهما مؤيدان لاستمرار التحالف الكبير مع المسيحي الديمقراطي.
المرشح أولاف شولز، 61 عاماً، نشط في العمل الحزبي منذ عام 2002، وشغل منصب الأمين العام للحزب وتولى مهمة الدفاع عن الأجندات المثيرة للجدل للمستشار السابق غيرهارد شرودر، وتم تعيينه لأول مرة وزيراً للعمل في الحكومة الاتحادية بين عامي 2007 و2009، قبل أن يعود إلى معقله ولاية هامبورغ ويعطي حزبه في انتخابات عام 2011 فوزاً، ويتبوأ منصب رئاسة الحكومة في الولاية، قبل أن يعود مجدداً بداية عام 2018 إلى برلين عند الاتفاق على حكومة الائتلاف الأخيرة مع الاتحاد المسيحي مع انطلاقة ولاية المستشارة ميركل الرابعة.
ويشغل أولاف حالياً منصب نائب ميركل ووزير المالية الاتحادي في الحكومة، وهو الوحيد الذي ترشح بعد مناشدات من المسؤولين داخل حزبه في العديد من الولايات، من منطلق أن الأخير يعتبر من الشخصيات المخضرمة داخل الاشتراكي، وهو على علاقة ثقة ومودة مع ميركل التي تكن له كثيراً من الاحترام رغم ما يعرف عنه بأنه مفاوض صعب بحكم المسؤوليات التي عهدت إليه ومن بينها نزاع الائتلاف حول المسائل الضريبة والمالية.
أما المرشحة كلارا غيفتز، 43 عاماً، فقد انضمت إلى صفوف الحزب الاشتراكي عام 1994 وتعتبر من جيل الشباب في حزبها. غيفتز شاركت في مفاوضات الاتفاق على الائتلاف الكبير العام الماضي، وهي منذ عام 2017 عضو المجلس التنفيذي للحزب الاشتراكي، وشغلت بين عامي 2008 و2013 منصب نائبة زعيم الحزب في ولاية براندنبورغ، وحتى عام 2017 كانت الأمينة العامة لحزبها في الولاية، وتُعرف بصراحتها وبخوضها النقاشات بموضوعية وبراغماتية.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي ستوكل فيها زعامة الحزب الاشتراكي لثنائي، على غرار ما هو حاصل في بعض الأحزاب الألمانية الأخرى، وأهمها حزب الخضر الذي استطاع ثنائي القيادة فيه استقطاب المزيد من الناخبين في الانتخابات الأوروبية الأخيرة وانتخابات عدد من الولايات الشرقية التي تمكن من خلالها الحزب من تحقيق نتائج بارزة وضعته في الطليعة.