26 يوليو 2019
الحشرية والتغافل
سلام عفات عودة (العراق)
التطفل والتدخل في أمور الناس أمر وارد في كل مكان وزمان، فهو من عادات البشر، فلا يكاد يسلم الناس من لسان بعضهم بعضا، فالذي يربي أبناءه على الفضيلة والالتزام، يكون معقدا في نظرهم، والذي يعطي الحرية لأبنائه عديم الشخصية، والذي يغيّر أثاث بيته المتهالك يريد إرضاء زوجته، وهناك من يغيّر أثاث البيت كلّ سنة بناء على تعليمات القيادة العامة (الزوجة)، وهذا يكون حلالا عليه وحراما على الآخرين.
هناك من ابتلي بجار "حشري" يدخل أنفه بكل شاردة وواردة، وهذا ما عليه إلا أن يضع مقولة العرب نصب عينيه، أي "سيد قومه المتغابي". نعم سيد قومه المتغابي المتغافل الذي لا يتخذ من القاعدة الفيزيائية لكل فعل ردة فعل تساويها في القوة وتخالفها في الاتجاه. وعكس ذلك سيؤدي إلى حرب لا منتصر فيها. إذ ماذا لو تغافل كليب، وهو سيد قومه عن ناقة البسوس، لما كانت وقعت حرب دامت 40 سنة، حرب حصدت الكثير من صناديد العرب. ولما كانت وقعت حرب "الدلو" في إيطاليا سنة 1325، بين مدينتي موريانا وبولونيا، حيث سرق جنود من مدينة موريانا دلوا خشبيا من سكان مدينة بولونبا. ولو تغافل سكان بولونيا عن الدلو لحقنت دماء الآلاف من البشر في حرب استمرت اثني عشر عاما لم يتم خلالها إرجاع الدلو.
كثير من الخلافات تعمقت وتعقدت لأن أحدا من الأطراف لم يأخذ بما قاله الشاعر العربي، أبو تمام:
ليـــس الغبي بســـيـد في قـومه/ لكن سـيـد قومـه المتــغـابي
قيل لأعرابي من العاقل قال "الفطن المتغافل". والعرب تقول "لسان العاقل من وراء قلبه ولسان الأحمق من أمام قلبه"، فلا تكن سريعا في ردات فعلك، عندما تسمع ما لا يعجبك واتخذ من نبيك الكريم قدوة، عندما قالت عنه قريش "مذموما" فقال لأبي هريرة إنهم يسبون "مذمم" وأنا محمد. والنبي الكريم يعرف أنهم يقصدوه، لكنه تجاهلهم، فلست بأفضل من نبي هذه الأمة، عليه أفضل الصلاة والسلام.
وقال سفيان الثوري: "ما زال التغافل من فعل الكرام"، فكن من الكرام ولا تكن ممن ابتلي بطول اللسان وحدته. حشرية الكثير من الناس لا تزيد ولا تنقص منك شيئا إن تغافلت عنهم.
استمر بحياتك ولا تجادلهم إلا بالتي هي أحسن واصفح الصفح الجميل، فالشجرة المثمرة ترمى بالحجارة، فكن هذه الشجرة واترك الحجارة تتساقط من حولك. وكما قال الإمام الشافعي:
وجدت سكوتي متجرا فلزمته/ إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر/ وتاجره يعلو على كل تاجر
هناك من ابتلي بجار "حشري" يدخل أنفه بكل شاردة وواردة، وهذا ما عليه إلا أن يضع مقولة العرب نصب عينيه، أي "سيد قومه المتغابي". نعم سيد قومه المتغابي المتغافل الذي لا يتخذ من القاعدة الفيزيائية لكل فعل ردة فعل تساويها في القوة وتخالفها في الاتجاه. وعكس ذلك سيؤدي إلى حرب لا منتصر فيها. إذ ماذا لو تغافل كليب، وهو سيد قومه عن ناقة البسوس، لما كانت وقعت حرب دامت 40 سنة، حرب حصدت الكثير من صناديد العرب. ولما كانت وقعت حرب "الدلو" في إيطاليا سنة 1325، بين مدينتي موريانا وبولونيا، حيث سرق جنود من مدينة موريانا دلوا خشبيا من سكان مدينة بولونبا. ولو تغافل سكان بولونيا عن الدلو لحقنت دماء الآلاف من البشر في حرب استمرت اثني عشر عاما لم يتم خلالها إرجاع الدلو.
كثير من الخلافات تعمقت وتعقدت لأن أحدا من الأطراف لم يأخذ بما قاله الشاعر العربي، أبو تمام:
ليـــس الغبي بســـيـد في قـومه/ لكن سـيـد قومـه المتــغـابي
قيل لأعرابي من العاقل قال "الفطن المتغافل". والعرب تقول "لسان العاقل من وراء قلبه ولسان الأحمق من أمام قلبه"، فلا تكن سريعا في ردات فعلك، عندما تسمع ما لا يعجبك واتخذ من نبيك الكريم قدوة، عندما قالت عنه قريش "مذموما" فقال لأبي هريرة إنهم يسبون "مذمم" وأنا محمد. والنبي الكريم يعرف أنهم يقصدوه، لكنه تجاهلهم، فلست بأفضل من نبي هذه الأمة، عليه أفضل الصلاة والسلام.
وقال سفيان الثوري: "ما زال التغافل من فعل الكرام"، فكن من الكرام ولا تكن ممن ابتلي بطول اللسان وحدته. حشرية الكثير من الناس لا تزيد ولا تنقص منك شيئا إن تغافلت عنهم.
استمر بحياتك ولا تجادلهم إلا بالتي هي أحسن واصفح الصفح الجميل، فالشجرة المثمرة ترمى بالحجارة، فكن هذه الشجرة واترك الحجارة تتساقط من حولك. وكما قال الإمام الشافعي:
وجدت سكوتي متجرا فلزمته/ إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر/ وتاجره يعلو على كل تاجر