الحصول على الجنسية في بريطانيا... وثائق وخدمات

06 أكتوبر 2018
متاهة للحصول على الجنسية (العربي الجديد)
+ الخط -

عاشت المغتربة سارة تجربة تقديم طلب الجنسية في بريطانيا، بما حمله ذلك من قلق، بعد أن كان عليها خوض العملية عبر خدمتين أحدثتهما الحكومة البريطانية حديثاً. وتؤكد سارة أنها خاضت في متاهة التفريق بين "خدمة فحص الجنسية" و"إرجاع وثائق الجنسية". فكان عليها أن تعيد مرة ثانية تقديم المستندات إلى وزارة الداخلية. "جاليات - العربي الجديد" يعرض تجربة سارة، للتعرف على الخدمتين.

ينتاب الكثيرين في بريطانيا القلق مع اقتراب موعد تقديم طلب للحصول على الجنسية البريطانية، خاصّة أنّها تتطلّب العديد من الوثائق التي تثبت مدة الإقامة في البلاد، وأهمها السجل الخالي من الجرائم، وغيرها الكثير.

سابقاً كان ينبغي على مقدمي طلب الجنسية إرسال جواز السفر، أو في حال عدم توفّره عليه تقديم أية هوية تعريفية، إلى وزارة الداخلية. وقد تطول الأمور لغاية ستّة أشهر، ليبقى خلالها طالب الجنسية بدون جواز سفره، فيعجز عن السفر خارج البلاد، من دون إمكانية الاستفسار قبل مرور تلك المدة.

لذلك وبغية تسهيل الأمور، قامت بريطانيا بإنشاء ما يسمى بـ "Nationality Checking Service" (خدمة فحص الجنسية) وهي تتوفر عادة في كل منطقة، وتقوم بالتحقق من استمارات الطلبات المكتملة والصحيحة لطلب الجنسية، شاملة جميع الوثائق المطلوبة ودفع الرسوم الصحيحة. وتقوم الخدمة على نسخ المستندات وتصديقها ليتمكن مقدموها من الاحتفاظ بالنسخ الأصلية، وتضمن العملية أمان مستنداتك وسرعة تسليمها لوزارة الداخلية في اليوم التالي.

نوعان من الخدمة
ومن المهم التمييز بين نوعين من الخدمة. فإن رغبت في استخدام خدمة "فحص الجنسية"، فعليك استخدام النموذج الورقي، وليس نموذج "مكتب وزارة الداخلية" على الإنترنت.
أمّا لاستخدام خدمة المواطنة والجوازات المشتركة، فعليك تقديم الطلب عبر الإنترنت، واستخدام خدمة "إرجاع وثائق الجنسية" (NDRS). وميزة هذه الخدمة هي أن مستنداتك، بما فيها جواز سفرك، تبقى معك بأمان، وتتمكن من السفر.


اختلط الأمر على البعض في التمييز بين الخدمتين، ومن بينهم "سارة"، واصفة لـ"العربي الجديد" ما جرى، حيث قدّمت طلبها مع ولديها عبر الإنترنت، ولم تدرك أنّها بذلك لن تحظى بخدمة فحص الجنسية، للتأكد فقط من وجود جميع الوثائق المطلوبة قبل إرسالها. لذلك حين ذهبت إلى مكتب الخدمة، تعرّضت لموقف أغضبها "توجّهت إلى ما اعتقدت أنّه مكتب خدمة فحص الجنسية، بيد أنّه كان خدمة إرجاع وثائق الجنسية، قابلت هناك فتاة في العشرينيات من العمر، وضعت مستنداتي أمامها، ثمّ سألتها إن كان تنقصني وثائق أخرى. لم تلتفت إلى أوراقي وأجابت، إنّها ليست من ضمن الخدمة. فوجئت وسألتها إذن لماذا تتقاضون مبلغ 65 جنيها إسترلينيا عن كل طلب؟ ردّت بعصبية إنّهم فقط يؤكدون لوزارة الداخلية أنّهم رأوا المستندات الأصلية ويقومون بنسخها وإرسالها لهم".

خشية سارة من تعقّد الأمور جعلتها هادئة، ولكن بعد 3 أشهر وصلها بريد من الداخلية البريطانية يطلب "مستندات كنت قد أبرزتها لدى خدمة إرجاع وثائق الجنسية، وهي كانت معي في مكتب الخدمة، وبينها شهادة إتقان اللغة وإثبات مكان الإقامة، وذكروا في الرسالة أنهم يمهلوني أسبوعا وإلا سيُرفض طلبي".
ويبدو أن خلط سارة بين الخدمتين أوقعها في هذه المشكلة التي تثيرها ليستفيد منها طالبو الجنسية، فقد تبين أن الوثائق أهملت وضاعت من قبل الخدمة ولم ترسل إلى الداخلية. وبعد مكاتبات إلكترونية مع الوزارة أُبلغت سارة عبر اتصال موظفة مسؤولة عن ملفها أنه لم يجر استلام شهادة لغة ولا إثبات الإقامة، وهي ضرورية لاستكمال الملف. قامت سارة بما ينبغي لتدارك الخلل الذي ثار بسبب اختلاط الأمرين، وهي توضح أنه "ينبغي التنبه وأخذ الأمر بشكل جدي، خصوصا حين تضطر إلى إرسال جواز سفرك ويبقى أشهرا لديهم".


توضح سارة أنّها اضطرت إلى إرسال جواز سفرها وشهادة اللغة الأصلية، ولا تزال تنتظر قرار وزارة الداخلية.
تجدر الإشارة إلى أنّه من الممكن أيضًا تقديم طلب للحصول على جواز سفر بريطاني في نفس الوقت الذي تقدم فيه مستنداتك عبر "خدمة إرجاع الوثائق" في حال تقديم طلب الحصول على الجنسية على الإنترنت وتطابق التفاصيل الشخصية مع الهوية ونماذج السفر الخاصة بمقدم الطلب.
إذا كانت تفاصيلك الحالية لا تتطابق مع وثيقة الهوية الخاصة بك، فلا يمكنك التقدم بطلب للحصول على جواز سفر في نفس الوقت، وقد يُرفض طلب جواز السفر.

شروط الجنسية في بريطانيا..
شروط الحصول على الجنسية في بريطانيا تتطلب، من بين أشياء أخرى، أن يكون الشخص حاصلا على شهادة لغة إنكليزية ويثبت قدرته على الإلمام بها. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه على المقيم أن يثبت أنه أقام 5 سنوات من دون أن يكون قد أقام خارج المملكة المتحدة أكثر من 400 يوم خلال تلك السنوات أو 3 أشهر متواصلة قبل سنة من تقديم الطلب.
ويشترط بمقدم طلب الجنسية أن يثبت أن سجله الجنائي نظيف، وغير محكوم بأي من الجرائم الخطرة في بريطانيا. وكما في أي دولة أوروبية أخرى، بات مطلوبا من الراغبين بالجنسية أن يجتازوا اختبارا حول الحياة في بريطانيا، بما يشمل القدرة على الإجابة عن أسئلة تتعلق بثقافة وتاريخ وحياة الشعب في المملكة المتحدة. ويواجه البعض مصاعب في هذا الاختبار الذي يمكن أن يكشف، في حال عدم القدرة على تجاوزه، أن الشخص ينقصه المزيد من الوقت للتعرف على البريطانيين والاندماج معهم.