08 يناير 2019
الحفريات في القدس
جمال حاج علي (فلسطين)
تعرّضت مدينة القدس المحتلة لحملة كبيرة من الحفريات، عقب احتلالها بعد عام 1967، بحجج وادعاءات مختلفة، كان من نتيجتها المس المباشر في التراث الديني والثقافي والحضاري لمدينة القدس، وقد تعمّد قادة الاحتلال بإرشاد رجال الدين وعلماء الآثار، لتحقيق أهداف الحفريات في القدس، ضمن الخطوات التالية:
الكشف الأثري على الحائطين، الجنوبي والغربي، للحرم الشريف، وعلى امتداد طوله 485 متراً، توطئةً لكشف ما يسمونه حائط المبكى. هدم وإزالة جميع المباني الإسلامية الملاصقة، من معاهد ومساجد وأسواق ومساكن قائمة فوق منطقة الحفريات وملاصقة أو مجاورة لهذا الحائط وعلى طول امتداده. العثور على إثباتات علمية مقنعة على آثار الهيكل أو آثار مدينة داوود أو عهد سليمان.
ومن الواضح من الحفريات التي تقوم بها إسرائيل أنّها لا تهدف إلى الكشف عن آثار اليهود ودولتهم التي يزعمون أنّها مدفونة تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة، لكن السلوك العملي لسلطات الاحتلال في القدس يوضح أنّ الحفريات واحدةٌ من حلقات السيطرة على المدينة، والعمل على تهويدها من جانب، ومن الجانب الآخر، تشكل هذه الحفريات تهديداً للعمران العربي بمنازل ومتاجر وفوق كل ذلك مقدساته وآثاره التي تعرّضت للصدع، وأحياناً للسقوط والانهيار في مواقع متنوعة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد اليوم أيّ حفرية داخل أسوار القدس، من دون أن تكشف التلاحم ما بين الاستيطان والآثار والعاملين في هذا الحقل من الإسرائيليين، وفي مقدمتهم ما تسمى سلطة الآثار.
وقد صرّح مسؤولون كثيرون في هذه السلطة إنّ جلّ نشاط سلطة الآثار سينتقل إلى شرقي القدس، وخصوصاً البلدة القديمة، بلوغاً إلى رقم قياسي من عمليات الحفر التي ستستمر بشكلٍ متوازٍ ومترافقٍ أعواماً عديدة، كما أعلنوا أنّ هذه الحفريات ستغيّر وجه المدينة وطابعها، وأنّ علم الآثار في القدس مجنّد في خدمة الدولة وأهدافها السياسية، ومن الجدير بالذكر أنّ سلطة الآثار الإسرائيلية تقوم بتسريع الإجراءات القانونية، بل تتغاضى عنها، في أحيان كثيرة، إذا كان الأمر متعلّقاً بمنطقة تستهدفها الجمعيات الاستيطانية.
وصلت الحفريات اليوم في مدينة القدس إلى مستوى غير مسبوق، حيث هناك عشرات الحفريات المتفرّقة تحت المسجد الأقصى وفي محيطه، وفي أرجاء متعدّدة من البلدة القديمة. وتعكف المؤسسة الإسرائيلية ممثلة بسلطة الآثار وبلدية القدس والجمعيات الاستيطانية على بناء ما يسمونها "مدينة داود" التي يتم إنشاؤها حسب ما تتخيّله الرواية الإسرائيلية جنوب المسجد الأقصى وشرقه، ويتم في ذلك استخدام كل مفردات الآثار اليبوسية والعربية الإسلامية، وإظهارها آثاراً عبرانية قديمة.
يتردّد اليوم آلاف السياح، يهوداً وأجانب، على هذه الحفريات، ويتم نقل الرواية الإسرائيلية لهم مدعمةً بالصور والنشرات وأفلام السينما التي أعدّت خصيصاً في المكان لهذا الغرض، والغرض إيجاد ذاكرة جديدة مبنية على رواية دولة الإحتلال، خالية تماماً من أي بعد عربي أو إسلامي، لتظهر بذلك أنّ الدخيل على المكان هو العربي الذي احتل حق اليهود في القدس وفلسطين.
ومن الواضح من الحفريات التي تقوم بها إسرائيل أنّها لا تهدف إلى الكشف عن آثار اليهود ودولتهم التي يزعمون أنّها مدفونة تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة، لكن السلوك العملي لسلطات الاحتلال في القدس يوضح أنّ الحفريات واحدةٌ من حلقات السيطرة على المدينة، والعمل على تهويدها من جانب، ومن الجانب الآخر، تشكل هذه الحفريات تهديداً للعمران العربي بمنازل ومتاجر وفوق كل ذلك مقدساته وآثاره التي تعرّضت للصدع، وأحياناً للسقوط والانهيار في مواقع متنوعة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد اليوم أيّ حفرية داخل أسوار القدس، من دون أن تكشف التلاحم ما بين الاستيطان والآثار والعاملين في هذا الحقل من الإسرائيليين، وفي مقدمتهم ما تسمى سلطة الآثار.
وقد صرّح مسؤولون كثيرون في هذه السلطة إنّ جلّ نشاط سلطة الآثار سينتقل إلى شرقي القدس، وخصوصاً البلدة القديمة، بلوغاً إلى رقم قياسي من عمليات الحفر التي ستستمر بشكلٍ متوازٍ ومترافقٍ أعواماً عديدة، كما أعلنوا أنّ هذه الحفريات ستغيّر وجه المدينة وطابعها، وأنّ علم الآثار في القدس مجنّد في خدمة الدولة وأهدافها السياسية، ومن الجدير بالذكر أنّ سلطة الآثار الإسرائيلية تقوم بتسريع الإجراءات القانونية، بل تتغاضى عنها، في أحيان كثيرة، إذا كان الأمر متعلّقاً بمنطقة تستهدفها الجمعيات الاستيطانية.
وصلت الحفريات اليوم في مدينة القدس إلى مستوى غير مسبوق، حيث هناك عشرات الحفريات المتفرّقة تحت المسجد الأقصى وفي محيطه، وفي أرجاء متعدّدة من البلدة القديمة. وتعكف المؤسسة الإسرائيلية ممثلة بسلطة الآثار وبلدية القدس والجمعيات الاستيطانية على بناء ما يسمونها "مدينة داود" التي يتم إنشاؤها حسب ما تتخيّله الرواية الإسرائيلية جنوب المسجد الأقصى وشرقه، ويتم في ذلك استخدام كل مفردات الآثار اليبوسية والعربية الإسلامية، وإظهارها آثاراً عبرانية قديمة.
يتردّد اليوم آلاف السياح، يهوداً وأجانب، على هذه الحفريات، ويتم نقل الرواية الإسرائيلية لهم مدعمةً بالصور والنشرات وأفلام السينما التي أعدّت خصيصاً في المكان لهذا الغرض، والغرض إيجاد ذاكرة جديدة مبنية على رواية دولة الإحتلال، خالية تماماً من أي بعد عربي أو إسلامي، لتظهر بذلك أنّ الدخيل على المكان هو العربي الذي احتل حق اليهود في القدس وفلسطين.
مقالات أخرى
04 ديسمبر 2018
16 نوفمبر 2018
07 نوفمبر 2018