يتداول الجزائريون طُرفة في ما بينهم، تقول: "يستحيل أن تجد حفرة واحدة في طرقات اليابان، إلا أمام السفارة الجزائرية، لأن الحكومة اليابانية تعمدت حفرها أمام السفارة، احتراماً لعادات البلد".
طبعاً هذه الطُرفة لم تأت من فراغ، فهي انعكاس لواقع يومي يكابده الكثير من الجزائريين على الطرقات المهترئة المليئة بالتشققات والحفر. وذلك، على الرغم من الجهد المبذول لتطوير شبكة الطرقات في الجزائر والتي وصلت مسافتها حالياً إلى اكثر من 118 ألف كيلومتر من الطرقات المعبّدة.
صحيح أن إنجاز هذه الطرقات عرف قفزة كبيرة من حيث الكم، لكن وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقت، الا أن الكثير من هذه المشاريع لم تصمد أمام أبسط التغيّرات الجوية. هكذا، تعرّت هذه الطرقات بشكل فظيع لتغزوها الحفر المتفاوتة الأحجام والأشكال. ويضاف إلى التشوّهات، غياب مجاري المياه وانسداد ما وجد منها...
خسائر وأكثر
وخلال الاسبوع الماضي تسبب التهاطل الغزير للمطر، وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية، في عدد من ولايات الغرب الجزائري، بخسائر مادية كبيرة خاصة على مستوى الطرقات التي غمرتها المياه وجرفت أجزاء منها في مناطق أخرى. واقع كشف مدى الغش المستشري في إنجاز مشاريع الاشغال العمومية، حيث انسدت المجاري وتصدعت الطرقات وامتلأت بالبرك المائية، فضلاً عن وفاة شخصين من جراء الفيضانات.
إذ إن مشاريع الطرقات الضخمة، جعلت المواطن يعيش النقمة في عز النعمة. حين يهطل المطر، تتحول حياة أصحاب السيارات والراجلين معاً إلى التأزّم. واقع يلخّصه عمر، وهو مواطن من ولاية البليدة بقوله: "في طرقات بلديتنا بين كل حفرة وحفرة توجد حفرة". ويضيف أنه يقضي في الطريق المهترئة ثلاثة أضعاف الوقت الذي من المفترض أن يقضيه من أجل الوصول الى الطريق السريع. أما السبب فالحفر والمياه التي تغمرها وتُغرق معها الطريق.
أما مواطنو ببراقي، وهي إحدى بلديات العاصمة، فيشتكون من سوء حال العديد من الطرقات، بسبب الحفر التي تتركها شركة أعمال تركيب وتصليح أعطاب الغاز والماء وغيرها. حيث تتراخى البلدية في إعادة التزفيت.
وبحسب مدير بورصة المناولة والشراكة في وزارة التجارة الجزائرية، العايب عزيوز، فإن فاتورة واردات البلاد من قطع الغيار تتراوح بين السبعة والثمانية مليارات دولار سنوياً. في حين تشكل الحوادث الناجمة عن سوء الطرقات ما نسبته 5% من إجمالي أسباب حوادث المرور في الجزائر، حسب إحصائيات مصالح الأمن الوطني.
من جهة أخرى، يقدر رئيس جمعية إعانة المصابين بمرض ارتفاع الضغط الشرياني لولاية الجزائر خير الدين مخبي أنه تم تسجيل أكثر من سبعة ملايين مصاب بداء ارتفاع ضغط الشرايين بالجزائر السنة الماضية، وهو الداء الذي يمثل نسبة 58% من النسبة الإجمالية للوفيات سنوياً في الجزائر. ويرجع المتحدث السبب في ذلك إلى القلق والتوتر الذي يعيشه الجزائري يومياً، ويعود في جزء منه إلى الزحام المروري وسوء حالة الطرقات وضياع الوقت في التنقل.
ويرى الخبير الاقتصادي محمد حميدوش في حديث لـ "العربي الجديد" أن شبكة الطرقات تلعب دوراً كبيراً في دفع التنمية الاقتصادية بأي بلد، سواء تعلق الأمر بتنقل الأشخاص أو السلع. فهي تسهم من 30 الى 50 نقطة أي من 0.3% الى 5% من حجم التنمية، مثلها مثل وسائل تكنولوجيات الاتصال الحديثة التي تسهل تنقل المعلومة، حسبما أثبتته الدراسات القياسية.
ويفسر الدكتور حميدوش ذلك بكون تسهيل الطرقات للتنقل معناه الربح في الوقت، الذي يؤدي الى الربح في التكلفة، ما ينتج منه ربح في التنافسية للاقتصاد الوطني وبالتالي دفع عجلة النمو.
ويضيف الخبير الاقتصادي أن إنجاز طريق سيار مثلاً بسبعة مليارات دولار سيكلف سنوياً نحو مليار دولار صيانة، وهذا معناه وجوب اعتماد صيغ لتعويض مصاريف الصيانة بخلق نقاط دفع لمستعملي الطريق. و"إلا نكون مضطرين بعد 10 الى 15 سنة إلى إنجاز طريق سيار جديد على اعتبار أن العمر الافتراضي للطريق مقدّر بـ10 سنوات"، وفق حميدوش.
طبعاً هذه الطُرفة لم تأت من فراغ، فهي انعكاس لواقع يومي يكابده الكثير من الجزائريين على الطرقات المهترئة المليئة بالتشققات والحفر. وذلك، على الرغم من الجهد المبذول لتطوير شبكة الطرقات في الجزائر والتي وصلت مسافتها حالياً إلى اكثر من 118 ألف كيلومتر من الطرقات المعبّدة.
صحيح أن إنجاز هذه الطرقات عرف قفزة كبيرة من حيث الكم، لكن وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقت، الا أن الكثير من هذه المشاريع لم تصمد أمام أبسط التغيّرات الجوية. هكذا، تعرّت هذه الطرقات بشكل فظيع لتغزوها الحفر المتفاوتة الأحجام والأشكال. ويضاف إلى التشوّهات، غياب مجاري المياه وانسداد ما وجد منها...
خسائر وأكثر
وخلال الاسبوع الماضي تسبب التهاطل الغزير للمطر، وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية، في عدد من ولايات الغرب الجزائري، بخسائر مادية كبيرة خاصة على مستوى الطرقات التي غمرتها المياه وجرفت أجزاء منها في مناطق أخرى. واقع كشف مدى الغش المستشري في إنجاز مشاريع الاشغال العمومية، حيث انسدت المجاري وتصدعت الطرقات وامتلأت بالبرك المائية، فضلاً عن وفاة شخصين من جراء الفيضانات.
إذ إن مشاريع الطرقات الضخمة، جعلت المواطن يعيش النقمة في عز النعمة. حين يهطل المطر، تتحول حياة أصحاب السيارات والراجلين معاً إلى التأزّم. واقع يلخّصه عمر، وهو مواطن من ولاية البليدة بقوله: "في طرقات بلديتنا بين كل حفرة وحفرة توجد حفرة". ويضيف أنه يقضي في الطريق المهترئة ثلاثة أضعاف الوقت الذي من المفترض أن يقضيه من أجل الوصول الى الطريق السريع. أما السبب فالحفر والمياه التي تغمرها وتُغرق معها الطريق.
أما مواطنو ببراقي، وهي إحدى بلديات العاصمة، فيشتكون من سوء حال العديد من الطرقات، بسبب الحفر التي تتركها شركة أعمال تركيب وتصليح أعطاب الغاز والماء وغيرها. حيث تتراخى البلدية في إعادة التزفيت.
وبحسب مدير بورصة المناولة والشراكة في وزارة التجارة الجزائرية، العايب عزيوز، فإن فاتورة واردات البلاد من قطع الغيار تتراوح بين السبعة والثمانية مليارات دولار سنوياً. في حين تشكل الحوادث الناجمة عن سوء الطرقات ما نسبته 5% من إجمالي أسباب حوادث المرور في الجزائر، حسب إحصائيات مصالح الأمن الوطني.
من جهة أخرى، يقدر رئيس جمعية إعانة المصابين بمرض ارتفاع الضغط الشرياني لولاية الجزائر خير الدين مخبي أنه تم تسجيل أكثر من سبعة ملايين مصاب بداء ارتفاع ضغط الشرايين بالجزائر السنة الماضية، وهو الداء الذي يمثل نسبة 58% من النسبة الإجمالية للوفيات سنوياً في الجزائر. ويرجع المتحدث السبب في ذلك إلى القلق والتوتر الذي يعيشه الجزائري يومياً، ويعود في جزء منه إلى الزحام المروري وسوء حالة الطرقات وضياع الوقت في التنقل.
ويرى الخبير الاقتصادي محمد حميدوش في حديث لـ "العربي الجديد" أن شبكة الطرقات تلعب دوراً كبيراً في دفع التنمية الاقتصادية بأي بلد، سواء تعلق الأمر بتنقل الأشخاص أو السلع. فهي تسهم من 30 الى 50 نقطة أي من 0.3% الى 5% من حجم التنمية، مثلها مثل وسائل تكنولوجيات الاتصال الحديثة التي تسهل تنقل المعلومة، حسبما أثبتته الدراسات القياسية.
ويفسر الدكتور حميدوش ذلك بكون تسهيل الطرقات للتنقل معناه الربح في الوقت، الذي يؤدي الى الربح في التكلفة، ما ينتج منه ربح في التنافسية للاقتصاد الوطني وبالتالي دفع عجلة النمو.
ويضيف الخبير الاقتصادي أن إنجاز طريق سيار مثلاً بسبعة مليارات دولار سيكلف سنوياً نحو مليار دولار صيانة، وهذا معناه وجوب اعتماد صيغ لتعويض مصاريف الصيانة بخلق نقاط دفع لمستعملي الطريق. و"إلا نكون مضطرين بعد 10 الى 15 سنة إلى إنجاز طريق سيار جديد على اعتبار أن العمر الافتراضي للطريق مقدّر بـ10 سنوات"، وفق حميدوش.