اجتازت الحكومة التركية الجديدة امتحان التصويت على الثقة في البرلمان، وذلك بحصولها على 315 صوتا من أصل 550 صوتا هي عموم مقاعد البرلمان، وبذلك ستكون الحكومة التركية الـ 64 في تاريخ الجمهورية التركية، بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وأسفرت عن فوز كبير لحزب العدالة والتنمية بحصوله على 49.5 في المائة من عموم الأصوات.
وألقى رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو كلمة إثر التصويت، شكر فيها جميع المواطنين الأتراك، وأكد أنه سيكون رئيس وزراء جميع الموطنين، وبأن حكومته ستكون حكومة الجميع أيضا، ولن تهمل أي فئة من فئات الأمة التركية.
وشكر داود أغلو قيادات أحزاب المعارضة، داعيا إياهم للتفاهم مع الحكومة حول الميزانية الدائمة لعام 2016 بدل الاضطرار لوضع ميزانية مؤقتة قائلا: "إن شرط وجود الديمقراطية هو وجود المعارضة، وأن تتمتع المعارضة بالتمثيل هو حق كما هو حق أن يتم تمثيل الحكومة، وسنصغي بكل احترام لجميع انتقادات المعارضة في كل وقت، بل وسنصغي لكل وجهات النظر في المجلس النيابي، وسنحتمل كل شيء مادام لاعنفيا حتى لو خرج عن الآداب".
وأضاف رئيس الحكومة التركية "وهنا أود تقديم الشكر لقيادات أحزاب المعارضة، حقيقة لقد بدأنا بداية جميلة، وبدعوة من رئاسة البرلمان التقيت مرتين بكل من كمال كلجدار أوغلو(رئيس حزب الشعب الجمهوري)، وأيضا دولت بهجلي (رئيس حزب الحركة القومية) ، لمناقشة برنامج الحكومة، ولو كان الرئيسان المشاركان هنا لالتقيت بهم، ولذلك أود أن أؤكد أننا وتحت قبة البرلمان لم نستبعد أحدا ولن نستبعد أحدا"، في إشارة إلى كل من صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسكداغ الرئيسان المشاركان لحزب الشعوب الديمقراطي (ذي الغالبية الكردية).
وفيما محاولة لتخفيف الاستقطاب، أشار داود أوغلو إلى أنه سيعمل على طلب لقاءات دورية مع قيادات المعارضة في السنوات القدامة لإطلاعهم على المواضيع الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، قائلا: "في السنوات الأربع القادمة، سأعمل على طلب لقاءات دورية مع قيادات المعارضة لإطلاعهم بشكل واضح ومن دون حدود على المواضيع الأساسية، بطبيعة الحال هم من سيقررون، لكن إن تمت هذه اللقاءات، سأقوم بإطلاعهم على المعلومات المتعلقة، بالأمور الأساسية بما في ذلك الإصلاحات التي سنعمل عليها، طالبا منهم الدعم".
وكعادة الحكومات السابقة، ستكون أول الزيارات الخارجية لداود أوغلو إلى القسم التركي من الجزيرة القبرص، يوم الأحد القادم، للمشاركة في افتتاح مركز يونس إمرة الثقافي التركي في القسم التركي من العاصمة القبرصية نيقوسيا، وأيضا للقاء كل من مصطفى أكنجي رئيس جمهورية قبرص التركية، وسيبل سيبر رئيسة البرلمان ورئيس الوزراء عمر كاليونجو.
اقرأ أيضا: داود أوغلو: لا ينتظر أحد منا الاعتذار