لم يستبعد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، الثلاثاء، إمكانية العودة إلى فرض الحجر الصحي، في ظل وضعية وبائية باتت مقلقة، جراء تسجيل أرقام قياسية في الإصابات والوفيات بفيروس كورونا الجديد خلال الأيام الماضية.
وقال رئيس الحكومة، في افتتاح الاجتماع الثالث للجنة الوزارية لتتبع البرنامج الحكومي وتيسيره، مساء الثلاثاء، إنه "يمكن اتخاذ قرارات أصعب في المستقبل، إذا دعت الضرورة إلى ذلك لا قدر الله، ونعود للمربع الأول للحجر الصحي إذا اضطررنا لذلك".
وأعلن العثماني أنه لتجنّب الوصول إلى هذه الوضعية "يجب أن يلتزم الجميع بالإجراءات الضرورية وقواعد النظافة للوقاية من الوباء"، لافتاً إلى أن "المرحلة الصعبة التي نعيشها تحتاج للصبر والتعاون، وكذلك لقرارات صعبة".
وفي رد على الانتقادات الحادة التي طاولت قرار الحكومة منع التنقل بين 8 مدن مغربية، بسبب ما ترتب عنه من فوضى ومعاناة وأضرار معنوية وخسائر مادية نتيجة حوادث السير، قال العثماني إنه يتحمل المسؤولية في قرار منع التنقل من المدن وإليها، وأن الحكومة تتحمل المسؤولية كذلك بشكل تضامني.
واعتبر رئيس الحكومة أن قرار الحجر الصحي والمنع من الخروج من البيوت إلا بمبرر، وإيقاف ملايين المواطنين عن مصدر رزقهم، كان أصعب بكثير من قرار المنع من التنقل من بعض المدن وإليها، والذي استدعته تطورات الحالة الوبائية المقلقة والارتفاع في منحنى الإصابات بفيروس كورونا وارتفاع عدد الوفيات والحالات الحرجة.
كما أكّد العثماني أن حكومته ستتخذ القرارات المطلوبة واللازمة لحماية صحة الوطن والمواطنين انطلاقاً من معطيات علمية ودقيقة، وستتحمل مسؤوليتها، وليس لديها حسابات انتخابية ولا سياسية ولا حزبية، مضيفاً: "حسابنا واحد، هو صحة الوطن والمواطنين".
ويأتي ذلك، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة المغربية، مساء الثلاثاء، عن تسجيل رقم قياسي في عدد الوفيات المسجلة منذ بداية تفشي فيروس كورونا في البلاد في 2 مارس/آذار الماضي، بعد رصد 11 حالة وفاة في 24 ساعة الماضية لترتفع الحصيلة إلى 327 حالة.
كما حافظ منحنى الإصابات بفيروس كورونا على ارتفاعه بتسجيل 500 حالة إصابة جديدة، لتصل الحصيلة الإجمالية إلى 21387 حالة. في حين تم رصد 513 حالة شفاء منذ الساعة السادسة من مساء يوم أول أمس الإثنين، إلى الساعة الخامسة من أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي، لترتفع حصيلة المتعافين إلى 17066 بنسبة 80 في المائة.