تشهد العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، اليوم الأربعاء، اجتماعات تعقدها مجموعة الاتصال الخاصة بالشأن الليبي، والتي تضمّ في عضويتها دول الجوار الليبي والدول العربيّة والغربيّة، المهتمة بالشأن الليبي، لبحث الأزمة الليبية، بمبادرة من مفوضيّة الاتحاد الأفريقي.
ويعد الاجتماع الأول من نوعه للمجموعة التي تشكّلت إبّان الثورة الليبية التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي، ويتزامن مع استعدادات تجريها السودان لاستضافة المؤتمر الثاني لدول الجوار الليبي، غداً الخميس، لمناقشة المبادرات الخاصة بإنهاء النزاع الليبي سلمياً، وعلى رأسها الخارطة التي أعدّتها الخرطوم.
ومن المقرّر أن يبحث المجتمعون باستفاضة، في اجتماع اليوم في أديس أبابا، وفق ما أبلغته مصادر لـ "العربي الجديد"، "مبادرة لمفوضيّة الاتحاد الأفريقي، بالتوسّط بين الفرقاء الليبيين وقيادة مفاوضات سلام في أديس أبابا"، مؤكّدة "مشاركة عدد من المسؤولين الكبار في اللقاء، الذي يحضره السودان ممثلاً بوزير الدولة في الخارجية كمال الدين الرشيد". وتؤكّد المصادر ذاتها "مشاركة كلّ من الخارجيّة الليبيّة والجزائرية في لقاء أديس أبابا"، مرجّحة أن "يفوّض المجتمعون الاتحاد الأفريقي لقيادة المحادثات الليبية، لا سيّما أنّ هناك قوى إقليمية ودوليّة تتحفظ على قيادة الخرطوم للملف".
وينظر مراقبون إلى الخطوة على أنّها بمثابة "قطع الطريق أمام التحرّكات السودانيّة لاحتضان المفاوضات الليبية، الأمر الذي من شأنه أن يقلّل من أهميّة مؤتمر دول الجوار، غداً الخميس".
من جهته، يؤكّد الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانيّة، يوسف الكردفاني، لـ "العربي الجديد"، أنّ "كافة التحرّكات تصبّ في اتجاه مبادرة دول الجوار لإنهاء النزاع الليبي عبر طاولة الحوار"، مشيراً إلى "مشاركة السودان في اجتماع اديس أبابا الذي يسعى إلى بحث كافة المبادرات الخاصة بإقرار السلام في ليبيا".
ويشير الكردفاني إلى أنّ "اجتماعاً آخر لكبار المسؤولين في الجامعة العربيّة سيعقد للهدف ذاته، وتهدف كلّ هذه الاجتماعات إلى التوصّل لمبادرة مقبولة للأطراف الليبية، تمهيداً للدخول في حوار والوصول إلى اتفاق سلام"، مؤكّداً "اكتمال الترتيبات لانعقاد مؤتمر دول الجوار، غداً الخميس، بمشاركة وزراء خارجية مصر وليبيا وتونس والجزائر وتشاد والنيجر، إلى جانب ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي". ويجدّد استعداد بلاده "للتوسّط بين الفرقاء الليبيين، لما يجده من قبول وسط الطرفين وإنجاح الحوار"، على حدّ تعبيره.
ويقول المحلّل السياسي خالد عبد العزيز لـ "العربي الجديد"، إنّ "إعلان الخرطوم عن اجتماع دول الجوار الليبي في مصر، والتي تلعب دوراً رئيساً في أي حراك خاص بليبيا، باعتبار أنها تعتقد أنّ طرابلس يمكن أن تهدّد الأمن الحيوي المصري، مع حدود مشتركة تمتد نحو 1200 كلم ولديها خشية من انطلاق الجماعات الإسلامية من ليبيا، لتهدّد أمنها، يؤشّر إلى أهميّة اجتماع الخرطوم". ويشير إلى أنّ "هناك تقاطعات يمكن أن تتدخّل وتغير من مسار المؤتمر، خصوصاً إذا لم يكن هناك تنسيق بين اجتماع أديس أبابا والخرطوم، وإذا كانت هناك دول غير راغبة بأن تلعب الخرطوم دوراً رئيسياً في الوساطة الليبيّة، كجزء من صراع الأجندات أو ممارسة الضغوط على الخرطوم".