الحوثيون يهاجمون المبعوث الأممي إلى اليمن: أيامه تطوى

26 يوليو 2020
عبد السلام اتهم غريفيث بالانحياز للتحالف السعودي الإماراتي (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -

شن كبير المفاوضين الحوثيين والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام، هجوما على المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، وقال إن أيامه تطوى جراء انحيازه للتحالف السعودي الإماراتي والحكومة المعترف بها دوليا.

ووصف المسؤول الحوثي، في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة" التابعة لهم، الأحد، دور المبعوث الأممي بـ"السلبي"، وبأنه لم يكن في فترة عمله قادرا على تقديم رؤية سياسية للحل بإنهاء الحصار المفروض من التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، أو التحرك الحقيقي لوقف الحرب.

واعتبر المتحدث الحوثي الاتهامات الأخيرة من المبعوث الأممي لجماعته، بسحب مخصصات مرتبات موظفي الدولة من إيرادات المشتقات النفطية بالحديدة، والتسبب بأزمة الوقود، بأنها "افتراء زائف وإفك مبين".

وقال: "إن ما صدر من المبعوث الأممي يعتبر موقفاً سلبياً، وغير معتاد أن يسقط هذه السقطة الكبيرة، لأنه بهذا الموقف يشارك حقيقة في الحصار على اليمن، ويغطي الحصار الذي تقوم به دول العدوان في منع المشتقات النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة، وكأنه يقول إن الحصار هذا طبيعي ومقبول".

ودافع المسؤول الحوثي عن قيام جماعته بصرف إيرادات ميناء الحديدة خلافا للتفاهمات الأممية، وذكر أنه "حصلت إجراءات من صنعاء كما وصفها، متعلقة بصرف المرتبات، وهذا غير صحيح، لأن ما يأتي من إيرادات في ميناء الحديدة بموجب اتفاق السويد يجب أن تصرف رواتب لليمنيين، وهذا هو الذي حصل".

ونصت التفاهمات الأممية على أن تخصص إيرادات الميناء لصرف مرتبات موظفي الدولة بعموم المحافظات وبموجب كشوفات 2014، لكن جماعة الحوثي قامت بصرف تلك الإيرادات في رمضان الماضي للموظفين الموالين لها في مناطق سيطرتها فقط، وفقاً لمصادر "العربي الجديد".

 

 

كذلك اتهم المسؤول الحوثي المبعوث الأممي بإدانة أي عمل عسكري تقوم به جماعته كرد فعل طبيعي ضد عدوان موجود، لافتاً إلى أن الإدانات والمواقف الصريحة تختفي عندما يرتكب التحالف السعودي ضربات جوية تسفر عن سقوط مدنيين، وإذا جاءت الإدانة تكون هزيلة.

 

 

وقال عبد السلام: "نحن نعتقد أن المبعوث إذا استمرّ في هذه التصرفات فإن أيامه تطوى، ولا نستبعد أن يكون هو ربما قرر في آخر المرحلة أن ينحاز بهذا الشكل كما تعودنا من السابقين في آخر فتراتهم، يحاولون أن يحسنوا موقفهم مع دول العدوان، لربما يحظون بمكاسب سياسية أو أشياء أخرى في المستقبل. لا ندري".

وأضاف: "لكن نحن نعتقد أن أمامه فرصة إذا استطاع أن يستغلها ويقدم رؤية حقيقية لمشروع وقف العدوان وفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء هذا الحصار الظالم، وعلى الأقل إذا لم يستطع هو فنحن لا نطلب منه صناعة المستحيل، نطلب منه أن يصدر موقفاً واضحاً، كما يدين صنعاء والجيش واللجان الشعبية في مواقف هي رد طبيعي على عدوان لا يسقط فيها مدني واحد".

وفي سياق آخر، تطرق متحدث الحوثيين إلى اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وقال إنه "تعبير صريح عن فشل النظام السعودي في إدارة الصراع بين حلفائه".

 

الشرعية تتهمه بالانحياز للحوثيين 

وفي السياق، كشف وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، الأحد، أن السبب في عدم موافقة الحكومة المعترف بها دوليا على التعديلات الجديدة على الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، يعود لانحيازها للحوثيين. 

وقال المسؤول اليمني، خلال لقاء جمعه بسفراء الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية لدى مجلس الأمن: "الحكومة قد وافقت في مايو 2020 على مقترحات المبعوث الأممي، بما في ذلك كافة الترتيبات الاقتصادية والإنسانية المقترحة، وأعربت عن عدم موافقتها على التعديلات الجديدة التي أضيفت على المسودة السابقة والمنحازة للحوثيين".

ووفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية، فقد أكد الوزير الحضرمي، في الوقت ذاته، بأن الحكومة الشرعية ستبقى، رغم رفض التعديلات الجديدة، "منخرطة مع جهود المبعوث وعملية السلام الأممية"، إيمانًا منها بـ"دور الأمم المتحدة وحرصاً منها على السلام الدائم ومن واقع موافقتها السابقة التي تتمسك بها وتعمل في إطارها".

وتطرق الحضرمي إلى مشاورات اتفاق الرياض المتعثرة، وشدد على "حتمية وضرورة التراجع الواضح والصريح من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، عما يسمى "بالإدارة الذاتية للجنوب وكل ما ترتب عليها والالتزام التام والحرفي باتفاق الرياض".

 

 

كذلك طالب وزير الخارجية اليمني حلفاء الإمارات بـ"الكف عن اختلاق المعوقات أو الاستمرار في محاولة التصعيد على الأرض"، في إشارة للتظاهرات الأخيرة التي تمت في حضرموت وفشلت في المهرة.

وقال: "من الأهمية بمكان أيضا إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في محافظة أرخبيل سقطرى، والكف عن كافة أشكال التعنت والتصعيد من قبل ما يسمى بالمجلس الانتقالي وأتباعه بعد تمرده المسلح في سقطرى (..)  استمرار هذا العبث في الجزيرة المسالمة، والتي لم تعرف يوما هذا الشكل من التصعيد، أمر مرفوض ومدان".