جاء ذلك في خطاب متلفز للحوثي بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، مساء اليوم، خصصه للحديث عن التطورات الأخيرة، وتحديداً ما جرى من تراجع لمسلحي جماعته في مدينة عدن، حيث اعترف الحوثي بالتراجع الذي وصفه بـ"الجزئي"، وحشد العديد من الأسباب والمبررات.
وأوضح الحوثي أن من وصفهم "المعتدين" ألقوا بكل ثقلهم في عدن ونفذوا آلاف الغارات الجوية، كما خصصوا مليارات الدولارات من أجل تحقيق أي انتصار. وكذلك، أشار إلى ما وصفه "تساهل" من قبل الموالين له في عدن.
واتهم الحوثي "التحالف" باستغلال "فترة العيد" وعودة بعض المقاتلين لقراهم، لتحقيق ما تم تحقيقه، معتبراً أن ما جرى "في عدن هو حدث جزئي عارض لن يحسم المعركة مهما كان". وأضاف: "ليس هناك ما يقلق".
من جهة ثانية، كان واضحاً تراجع حدة خطاب الحوثي ونبرة التهديد فيه، وانتقاله إلى الحديث عن "المظلومية" وعن اعتبار الصمود في الفترة الماضية نصراً بحد ذاته.
ومع ذلك فقد شدد الحوثي في خطابه على أمرين: أولهما، تعزيز الجبهات الداخلية بالمقاتلين، وثانيهما "تعزيز الخيارات الاستراتيجية" التي تلوح بها جماعته منذ أسابيع، وكان من المنتظر أن يعلن الحوثي عنها اليوم، إلا أن الخطاب بدا تراجعاً عنها.
في الجانب السياسي، أكد الحوثي أن "الحلول السياسية في البلد متاحة"، وأعلن ترحيب جماعته "بكل جهد ومسعى من أي طرف من الأطراف العربية المحايدة أو الدولية".
ويتزامن هذا الإعلان مع التحركات السياسية الأخيرة التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالتنسيق مع أطراف عربية ومع حزب المؤتمر الشعبي، الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقام المبعوث الدولي خلال الأيام الماضية بزيارات بدأت من الرياض ثم القاهرة، حيث كشف عن مقترح أممي للسلام والتقى بممثلين عن حزب المؤتمر، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي ويجري لقاءات مع المسؤولين الإماراتيين.
ولم يتم الكشف حتى اليوم عن طبيعة الجهود السياسية التي لطالما فشلت في فترات سابقة، غير أن النتائج الميدانية الأخيرة يمكن أن تساعد في إنجاح الجهود أو مواصلة العمليات العسكرية من أجل الحسم.
اقرأ أيضاً: المقاومة تواصل التقدم في تعز وتقطع إمدادات الحوثيين