يثير استمرار سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على بلدة الحويجة، في محافظة كركوك العراقية، مخاوف كثيرة على أمن المحافظة والمحافظات المجاورة، بينما يحمّل مسؤولون رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مسؤولية هذا الخطر، والذي قد يفضي لأن تكون المدينة عاصمة بديلة للتنظيم بعد خسارته الموصل.
وقال محافظة كركوك، نجم الدين كريم، لعدد من وسائل الإعلام، إنّ "الحويجة ستصبح عاصمة لـ"داعش" في العراق، لأنّ القوات الأمنية تركتها"، مؤكداً أنّ "الحكومة العراقية لم تستجب لمطالبنا المستمرة بضرورة الإسراع بتحرير البلدة".
وأوضح أنّ "قرار أي تحرّك عسكري نحو البلدة هو بيد العبادي، والذي لم يصدر هذا القرار حتى اليوم".
من جهتها، أكدت النائب عن محافظة ديالى، غيداء كمبش، أنّ "ثلاث محافظات عراقية، ومنها ديالى، تدفع ثمناً باهضاً بسبب تأخّر عملية تحرير الحويجة".
وقالت كمبش، في تصريح صحافي، إنّ "الحويجة تمثّل تحدياً خطيراً لأمن كركوك وصلاح الدين وديالى"، مؤكدة أنّ "الهجمات الأخيرة التي تعرّضت لها بعض مناطق ديالى، خاصة في بلدة العظيم، تؤشّر إلى خطورة بقاء الحويجة في قبضة "داعش"، إذ إنّ المحافظة ترتبط مع الحويجة جغرافيا عبر تلال حمرين، الأمر الذي منح التنظيم فرصة التسلّل إلى عمق محافظة ديالى وتنفيذ أعماله الإجرامية".
وطالبت النائب ذاتها بـ"عقد جلسة برلمانية لمتابعة ملف الحويجة"، مشيرة إلى أنّ نحو 100 ألف مدني محاصرون في الحويجة ومناطقها، و"هم في وضع يرثى له".
بدوره، أكد القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، إسماعيل الجاف، أنّ "الحويجة تمثّل اليوم بؤرة الخطر في كركوك والمحافظات المجاورة".
وقال الجاف، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الحكومة العراقية أهملت ملف الحويجة، وتركت خطره يتفاقم حتى خرج عن السيطرة، وتسبب بخسائر وضحايا بشرية كبيرة"، مبيناً أنّ "التنظيم ارتكب مجازر كبيرة في الحويجة وقتل العديد من أبنائها، كما أنّه حصّن نفسه داخل البلدة بشكل كبير جدّاً، مما سيتسبب بصعوبات كبيرة في عملية التحرير".
وأشار إلى أنّ "أي تأخر بعملية التحرير سيكون على حساب أهالي البلدة، وعلى حساب المنطقة، الأمر الذي يستدعي تحرّكاً عسكرياً سريعاً وتحرير البلدة بأسرع وقت ممكن".
يشار إلى أنّ تنظيم "داعش" كان قد سيطر على بلدة الحويجة بعد فترة قصيرة من سيطرته على الموصل في يونيو/ حزيران 2014، بينما لم يكن هناك أي تحرّك عسكري لتحرير البلدة، التي تركت بيد التنظيم.