اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الصهيوني العالمي يوم أمس، بـ"التضليل والتحريض على الشعب الفلسطيني وقيادته".
ولفتت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، إلى أن خطابه الذي وصفه البيان بـ"الأيديولوجي الظلامي" الذي يدعو إلى العنف، "تجاهل وبشكل مقصود الجذر الحقيقي للصراع، المتمثل باحتلال دولة إسرائيل لأرض دولة فلسطين، وأن الاحتلال هو المصدر الفعلي والدائم لجميع التوترات والانفجارات التي تشهدها ساحة الصراع".
وقالت الخارجية إنه "وفي مهاترة مضحكة، استحضر نتنياهو بعض أوهام أيديولوجيته الظلامية، محاولاً توظيفها لنشر المزيد من الكراهية والعنصرية والتطرف ضد الشعب الفلسطيني، فكراهية نتنياهو وعنصريته وتمسكه بالاحتلال الاستيطاني أعمته، ودفعته إلى تبرئة هتلر والنازية من الجرائم النكراء التي ارتكبت بحق اليهود، وبدا كأنه يحاول إعادة كتابة التاريخ بطريقة الهاوي المقلد الذي يستنجد بمفاهيم مغلوطة للأحداث التاريخية، من أجل تبرير تمسكه بالاحتلال والاستيطان، وتعكس هذه المهاترات حقيقة أنه لا توجد حدود لخيال نتنياهو الواسع"، في ما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية على غياب شريك السلام في إسرائيل.
نتنياهو: الحاج أمين الحسيني حرض هتلر على اليهود!وكان نتنياهو، قال في خطاب أمام المؤتمر الصهيوني الأميركي، أن مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، هو من زرع فكرة إحراق اليهود وإبادتهم حتى لا يهاجروا إلى فلسطين، مبرئاً بذلك أدولف هتلر، إذ قال إن "هتلر لم يكن يريد إبادة اليهود، وإنما فقط طردهم من أوروبا، لكن الحاج أمين الحسيني وأثناء لقائه في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1941 أقنعه بذلك".
في المقابل، ذكرت الصحف الإسرائيلية، أنّ ادعاءات نتنياهو بشأن مفتي القدس "لا تعتمد على أدلة علمية، وأن غالبية الباحثين والمؤرخين لألمانيا النازية، ينفون، بطبيعة الحال، صحة هذا الادعاء"، فيما أشارت "هآرتس" إلى أن نتنياهو سبق له أن طرح هذا الادعاء في خطاب آخر له في عام 2012.
بدورها قالت البروفيسور، إيديت بورات، إن ادعاء نتنياهو ليس صحيحاً، وأن فكرة إبادة اليهود كانت الفكرة المحورية في الفكر النازي، من دون أي علاقة بالعرب، وأن مثل هذا الادعاء يفترض ألا يصدر عمن ترعرع في بيت مؤرخ للتاريخ اليهودي، في إشارة إلى والد نتنياهو، البروفيسور بن تسيون نتنياهو.
ويحاول نتنياهو بشكل دائم الاعتماد على نسبه، وكون والده مُؤرخاً مُختصاً في تاريخ اليهود (وتحديداً يهود الأندلس، الذين فرض عليهم بعد سقوط الدولة العثمانية في الأندلس وإقامة محاكم التفتيش)، الظهور بمظهر الخبير في تاريخ اليهود، مُستغلاً ذلك في مناسبات كثيرة، للتشهير بالحركة الوطنية الفلسطينية والحاج أمين الحسيني بتهمة التعاون مع النازية لإبادة اليهود، وهو خط لم يتغير بحسب ادعاءات نتنياهو، التي ترفضها حتى الأبحاث الإسرائيلية، منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضاً: الصحافة الإسرائيلية: "كيد نتنياهو يرتد عليه... إنه يقسّم القدس"