الخطة البديلة.. سلاح الأتليتي لاستعادة بطولة الليغا من جديد!

12 سبتمبر 2015
+ الخط -

وضعت جماهير المستديرة تجربة أتليتكو مدريد عام 2014، جنباً لجنب مع تجربة بروسيا دورتموند في 2013، بعد الطفرة الهائلة للفريقين في بطولة عصبة الأبطال الأوروبية. وصل الألمان إلى نهائي ويمبلي بتشكيلة شبه مغمورة، بينما حقق الهنود الإسبان المفاجأة وذهبوا إلى لشبونة دون سابق إنذار، لكن النهايات لم تكن بقدر عبقرية المشوار، وخسر الفريقان في الدقائق الأخيرة أمام عمالقة بافاريا ومدريد.


شبح دورتموند
سقط أسود الفيستفاليين داخل دائرة الضوء فيما بعد، ربما الإصابات اللعينة والغيابات المستمرة، ومن الممكن أن كلوب وفريقه لم يتحملا الضغط الكبير، نتيجة التحول من فريق مميز إلى آخر عملاق، لا يكتفي فقط بالظهور المميز في المباريات الكبيرة، بل يحتاج دائماً إلى الفوز في كافة المعتركات، هذه هي ضريبة الشهرة بالنسبة لأباطرة اللعبة.

وعلى عكس دورتموند، استمر الأتليتي في صحوته لفترة طويلة، ولم يسقط سيميوني من القمة إلى القاع كما توقع البعض. صحيح أن الفريق حقق المركز الثالث بالدوري الإسباني، وخرج من ربع نهائي الأبطال، إلا أن حصيلة الموسم ككل لم تكن كارثية، بل استحقت المجموعة تقييماً جيداً في نهاية المطاف، ليكون الصيف الماضي بمثابة نقطة التحول.


الرابح الأكبر
في تقرير أعدته شبكة سكاي، وضع المختصون فريق أتليتكو مدريد كأكبر الرابحين في الميركاتو الأخير، بعد التعاقد مع النجوم جاكسون مارتينيز، سافيتش، فيليبي لويس، مع إعادة الموهبة أوليفر توريس، ودعم التشكيلة بالثنائي الشاب لوسيانو فيتو، وكاراسكو موناكو، رغم رحيل كل من أردا توران، ماندزوكيتش، جارسيا، ميراندا، وماريو سواريز.

تخلى الشولو الأرجنتيني عن عدة أسماء ساهمت في صناعة الجيل الناجح للأتليتي، لكن في المقابل حاول المدرب الإشراف على عملية إحلال وتجديد، تساعد النادي على الاستمرار في صراع القمة لسنوات مقبلة. والبداية كانت أكثر من رائعة في افتتاحية لا ليغا، بالحصول على ست نقاط من انتصارين رائعين على لاس بالماس وإشبيلية.

لا صوت يعلو فوق صوت الأتليتي في قمة الأندلس الأخيرة، فالفريق مع طريقة لعب 4-4-2، قضى تماماً على خطورة إشبيلية، وأغلق سيميوني كافة الطرق أمام مفاتيح أوناي إيمري على الأطراف، بوضع ثنائي في كل جانب، خوان فران على اليمين رفقة أوليفر توريس، وجاميز على اليسار مع كوكي، مع مواصلة الاعتماد على الثنائي جابي وتياجو في العمق، الدفاع الذكي ومن ثم ضرب الخصم نتيجة الأخطاء القاتلة.


الخطة البديلة؟
"النظام الناجح لا يحتاج إلى خطة بديلة"، هكذا يؤكد بعض المدربين الذين يلعبون بأسلوب شبه ثابت في معظم المباريات، ويتحدث أصحاب هذا الرأي من منطلق أن الفريق الكبير لا يتجه أبداً إلى تغيير مخططاته، ويجب عليه فرض شخصيته على كل المنافسين، ومحاولة كتابة السؤال في مختلف المواجهات، دون الانتظار لمحاولة الإجابة في وقت متأخر.

لكن هناك رأي آخر بضرورة البحث عن تكتيك جديد بعد فترة، حتى لا يسقط الفريق في فخ التكرار، ويصبح محفوظاً بالنسبة لخصومه، وأتليتكو مدريد خلال السنوات الأخيرة يلعب في معظم الأحيان بطريقة لعب 4-4-2، رباعي دفاعي صريح، مع رباعي آخر بالوسط، عبارة عن ثنائي محوري وثنائي بين الأطراف والعمق، بالإضافة إلى مهاجميّن بالثلث الهجومي الأخير.

توفر خطة الأتليتي حائطاً دفاعياً منيعاً بعرض الملعب، من خلال تواجد أكبر قدر ممكن من الأسماء في منطقة العمق، مع الاعتماد على الضرب بالمرتدات من الدفاع إلى الهجوم، لكن خلال الموسم الماضي، لم ينجح سيميوني في إضافة بصمة هجومية جديدة أمام الفرق التي تدافع بشكل منتظم، لذلك أخفق الفريق في مباريات سهلة، وأضاع نقاطاً في المتناول، نتيجة الفشل في اختراق الجانب الدفاعي للفرق المنافسة.


الخيار القريب
لا خلاف على 4-4-2 أمام الكبار في مباريات خارج الأرض، البدء بالرباعي أوليفر توريس، تياجو، جابي، كوكي بالوسط، مع صناعة الفرص والأهداف عن طريق جريزمان ومهاجم إضافي أمامه، لكن مع التدعيمات الجديدة، جاكسون، فيتو، والبقية، فإن سيميوني قادر على التحول إلى نهج أكثر جرأة، مع الحفاظ على نفس طريقة اللعب، رسم قريب من 4-1-2-1-2.

جابي بمفرده في العمق، على يمينه أوليفر توريس وعلى يساره كوكي، مع تقوية خانة صانع اللعب بالفرنسي المتالق أنطوان جريزمان، مع الدفع بالثنائي مارتينيز وتوريس أو فيتو في الهجوم، مع وجود بدائل مميزة كنيغويز، كاراسكو، ومينديز، على خطى فرق عديدة خلال الفترة الأخيرة، برسم 4-3-1-2.

يعاني الأتليتي أمام الفرق المنظمة، لكن مع الدفع بثلاثي هجومي صريح في الأمام، رفقة خط وسط متحرك ومرن، يضم لاعباً مثل كوكي يجيد لعب دور الارتكاز الثاني، رفقة أوليفر توريس صانع اللعب المتأخر، كلها أسلحة ستوفر حتماً الأمان للروخي بلانكوس، في رحلة العودة إلى لقب الليغا من جديد.