أبدت دول خليجية عدم قلقها من تراجع أسعار برميل النفط الى أقل من 100 دولار، وهو أدني مستوى له منذ عامين، وجاءت في مقدمة هذه الدول السعودية والكويت والامارات، وهى من البلدان الرئيسية المنتجة للنفط حول العالم. وأنتج الخليج 20% من إجمالي الإنتاج العالمي للنفط خلال 2013 وبمقدار بلغ 17.3 مليون برميل يوميّاً وبنسبة زيادة 1.3%عن حجم الإنتاج في عام 2012، بحسب تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا". السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم حيث تنتج نحو 10 ملايين برميل يوميّاً وبما يعادل 12.65% من الإنتاج العالمي، هوّن وزير البترول، علي النعيمي، من المخاوف بشأن أثر تراجع أسعار النفط الخام على إنتاج أكبر دولة في تصدير النفط في العالم. وهبط سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت الى أقل من 97 دولاراً للبرميل الاثنين، إذ طغى تأثير ركود الطلب ووفرة إمدادات المعروض على تأثير احتمال خفض منظمة أوبك لإنتاج النفط. وتراجعت أسعار النفط في أوروبا منذ يونيو/حزيران مع انحسار توترات الجغرافيا السياسية واستمرار مناطق منتجة منها، الولايات المتحدة في ضخ كميات كبيرة من الخام في السوق، الأمر الذي أثار احتمال أن تخفض أوبك إنتاجها في وقت لاحق. وكان النعيمي قد قلل أيضاً يوم 11 سبتمبر من أهمية انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى في عامين، فيما اعتبر نظيره الكويتي، أنه ليس هناك حاجة حالياً لعقد اجتماع لمنظمة (أوبك) لبحث الموضوع. وقال النعيمي، على هامش اجتماع عقد أخيراً، في الكويت مع نظرائه الخليجيين "أسعار النفط دائماً تنخفض وترتفع ولا أعلم لماذا الضجة هذه المرة". ورداً على سؤال عما إذا كانت أوبك تحتاج الى اتخاذ إجراءات لمواجهة تراجع الأسعار، أضاف "أوبك لم تجتمع، وهي بحاجة لتجتمع لتناقش أي إجراءات". وقالت "رويترز"، في تقريرها الأسبوع الماضي، إن أوبك قد لا تخفض الإنتاج لأن تحسن الطلب في أشهر الشتاء في النصف الشمالي من المتوقع أن يعزز الأسعار حتى مع استمرار الوفرة في المعروض في السوق العالمية وانحسار المخاوف السياسية في الشرق الأوسط وروسيا. وفي الإمارات، قال وزير النفط، سهيل المزروعي، إن من السابق لأوانه أخذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي لأوبك خفض سقف الإنتاج المستهدف عندما تجتمع في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني. وأضاف أنه لا يزال هناك شهران لمتابعة الموقف "وبمجرد أن نجتمع سنعمل على أن تلبي إمداداتنا الطلب". وقال مطر النيادي، وكيل وزارة الطاقة في الإمارات، إن الأسعار الحالية عادلة، وأن ارتفاع إنتاج النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة وأماكن أخرى ساهم في إيجاد أرضية لأسعار النفط العالمية. وقال: إن الغاز الصخري ساهم في ظهور خط أساس ستظل أسعار النفط فوقه، وهو نحو 90 دولاراً للبرميل. وفي الكويت، قال وزير النفط، علي العمير، إن الانخفاض الحالي في أسعار النفط كان متوقعاً، وليس كبيراً ولا يدعو الى عقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك. وأوضح أن كثرة الإنتاج خصوصاً في الولايات المتحدة كانت من الأسباب وراء تراجع الأسعار، معرباً عن اعتقاده بإمكانية عودة الأسعار إلي الارتفاع مع دخول الشتاء. وقالت مندوبة الكويت لدى "أوبك"، نوال الفزيع، إن زيادة الإنتاج من بعض الدول يعد السبب الأهم للتراجع الذي شهدته أسعار النفط في الفترة الأخيرة. وأضافت أن بعض الدول الأعضاء في "أوبك" رفع الإنتاج، مثل ليبيا وإيران والعراق ونيجيريا، مضيفة أن تراجع الطلب من الصين والولايات المتحدة، كان سبباً مهماً في تراجع الأسعار، متوقعة تعافياً سريعاً للأسعار، مع اقتراب الشتاء وعودة الطلب إلى الارتفاع، وعودة السعر إلى مستويات 100 دولار للبرميل. وقال الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، إن الخليج يولي اهتماماً بالغاً لتحقيق أعلى مستوى من التنسيق للسياسات البترولية في الأسواق العالمية، بما يكفل تحقيق المساهمة الفعالة في استقرار الأسواق البترولية وتطوير مختلف مراحل الصناعة النفطية بما يحقق الازدهار الدائم لاقتصاداتها وضمان استمرارية التنمية الاقتصادية في دول المجلس.