وبحسب بيان الداخلية، فقد استهدف عناصرها إحدى مزارع الاستصلاح الزراعي، الكائنة بالكيلو (47) طريق (محافظة أسيوط – واحة الخارجة)، اليوم الجمعة، وتمكّنوا من تصفية 13 مسلحاً مختبئاً بها، ردّاً على مقتل قرابة 58 شرطياً بطريق الواحات البحرية، من دون الإشارة إلى تورطهم من عدمه في الاشتباكات التي وقعت قبل أسبوع.
وأفادت وزارة الداخلية، في بيان لها، بالعثور على 13 جثماناً للضحايا، وحزامين ناسفين، وسلاح متعدد عيار (7.62×54)، و7 بنادق آلية عيار (7.62×39)، وطبنجة حلوان عيار 9 مم طويل، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، ومبلغ 1750 جنيهاً مصريّاً، وبعض الأوراق التنظيمية، والكتب الدينية.
ورغم انطلاق المأمورية الأمنية من محافظة الجيزة لتصفية المسلحين، إلا أن الداخلية، قالت إن "قوات الشرطة فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة، ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران"، لافتة إلى أنه بإجراء عمليات التمشيط عثرت على 13 جثماناً (يجري العمل على تحديد هوياتها)، يرتدي بعض أصحابها ملابس عسكرية.
ونوّهت الداخلية إلى أنّ عملية المداهمة "تأتي في إطار جهودها المتصلة بملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة، والمتورطة فى تنفيذ عمليات العنف التى شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة، بهدف زعزعة استقرار البلاد"، مؤكدة عزمها على المضي قدماً لأداء واجبها في حماية الوطن والمواطنين، بحسب البيان.
وتابعت: "على مدار الأيام الماضية، تم تنشيط المصادر المتعاونة، ودفعهم لرصد أية معلومات حول أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه فيها، خاصةً الواقعة بمزارع الاستصلاح الكائنة بالمناطق النائية بمحافظات الجيزة، والوجه القبلي، باعتبارها ملاذًا آمنًا لاختفاء وتدريب العناصر المسلحة، والانطلاق نحو تنفيذ مخططاتها".
وأشار البيان إلى أن قطاع الأمن الوطني تلقى معلومات عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية، واتخاذهم من أحد المنازل بها مأوى مؤقتاً لهم، بعيداً عن الرصد الأمني، لاستقبال العناصر المستقطبة حديثاً لتدريبهم على استخدام الأسلحة، وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية.
واختتمت الداخلية المصرية بيانها بالقول إنّ الاشتباكات أسفرت عن وقوع بعض التلفيات بإحدى مدرعات قطاع الأمن المركزي المشاركة في المأمورية، من دون وقوع أي إصابات بين صفوف الشرطة، مع إخطار نيابة أمن الدولة العليا بملابسات الواقعة، لاتخاذ اللازم من إجراءات.
وفي الوقت الذي لم يتم فيه التحقق من مصادر أخرى، أفادت مصادر أمنية مصرية بأن قوات الشرطة تجري عملية تمشيط واسعة لطريق الواحات منذ السبت الماضي، للثأر من العناصر المسلحة، لافتة إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة ناحية الكيلو (175) بطريق الواحات، الذي يربط بين محافظتي أسيوط، والوادي الجديد، فيما أغلقت أجهزة الأمن الطريق حرصاً على حياة المسافرين.
ووصفت المصادر الأمنية العناصر المسلحة، التي جرت تصفيتها، بـ"شديدة الخطورة"، مشيرة إلى مداهمتها بواسطة قوة مشتركة من الأمن المركزي، والأمن العام، والعمليات الخاصة، بناءً على معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني، عن تواجد عدد من العناصر المسلحة بأحد المدقات الجبلية المتاخمة لمكان الاشتباكات.
وبحسب الرواية الأمنية، فإنه لدى وصول قوات الشرطة إلى منطقة الاشتباكات "استشعرت العناصر المسلحة وجودها، وبادرت بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاهها، ما اضطر القوات إلى الاشتباك معها، ومبادلتها إطلاق النيران، ما أسفر عن مقتل 13 عنصراً مسلحاً، وضبط كمية كبيرة من الأسلحة النارية والذخيرة بحوزتها".
وصرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن "الأجهزة الأمنية وجهت ضربة قوية للعناصر الإرهابية، ثأراً لدماء رجالها الذين استشهدوا الأسبوع الماضي بطريق الواحات"، لافتاً إلى وصول عدد من سيارات الإسعاف إلى موقع الاشتباكات، استعداداً لنقل أي مصابين في المواجهات بين صفوف الشرطة.