ووصفت الدايلي ميل اعتذار بلير باللحظة التاريخية التي عبر فيها صراحة عن خطئه بقرار غزو العراق، وذلك عندما حل ضيفا على أحد البرامج التلفزيونية، في المقابل فإن اعتذار بلير صاحبه تعبيره عن أسفه لاتهامه بارتكاب جريمة حرب في العراق، فمن وجهة نظره لم يقم بأي جريمة حرب عندما قرر غزو العراق.
وقال بلير إنه يأسف لأن "المعلومات المخابراتية التي حصلنا عليها كانت خاطئة"، مواصلا بأنه يعتذر عن "ارتكاب بعض الأخطاء في التخطيط، كما أننا أخطأنا في عدم تقدير ماذا سيقع بعد إسقاط نظام صدام حسين"، وعند سؤاله حول ما إذا كانت الحرب على العراق أحد أسباب ظهور تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فقد اعتبر بلير أن "هناك جانبا من الصواب في الرأي الذي يقول إن الحرب جهزت الأرضية لظهور التنظيم".
وأضاف بلير أنه "لا يمكن أن نقول إنه لا علاقة للذين أطاحوا بنظام صدام سنة 2003 لا علاقة لهم بما يحدث حاليا في العراق"، مضيفا أنه منذ سقوط نظام صدام حسين، والأمور تتطور إلى أن وصلت إلى الوضع الكارثي الذي هي عليه حاليا.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن اعتذار بلير "واعترافاته"، تأتي بعد أسابيع من نشرها لوثائق تظهر لأول مرة كيف وافق بلير على "صفقة الدم" مع الرئيس الأميركي جورج بوش، وذلك قبل سنة من غزو العراق، مردفة أنها حصلت على وثيقة مرسلة من كولن باول وزير الخارجية الأميركي آنذاك إلى بوش يخبره فيها أن بلير سيقول للبرلمان البريطاني إنه يبحث عن حل دبلوماسي للملف العراقي، بينما هو في الواقع كان ينسق مع بوش لغزو العراق.
ومن بين ما اعتذر عنه بلير خلال لقائه التلفزيوني أنه "لم يفكر فيما سيحدث لاحقا بعد إسقاط نظام صدام حسين"، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا يتوفرون على أي رؤية لمستقبل العراق ما بعد صدام، مفندا بذلك ادعاءات الإدارة الأميركية التي كانت تقول إنها أسقطت صدام من أجل إقرار الديمقراطية.
اعترافات بلير تأتي بالموازاة مع تصريحات أدلى بها وزير الداخلية البريطاني السابق دافيد بلانكيت، يقول فيها إنه عارض الحرب على العراق، وحذر بلير من حالة "الانهيار التامة التي ستصيب العراق بعد سقوط صدام حسين".