30 يوليو 2015
الدبلوماسية العربية وعاصفة الحزم
خالد ممدوح العزي (لبنان)
ترتبط الدبلوماسية بالحضارة ارتباطاً وثيقاً، فالدبلوماسية فن إدارة العلاقات بين الدول، والدول مجموعة من البشر، بينهم عملية اتصال، وتحدث تفاعلات بينهم وعلاقات مختلفة، والمجتمع الراقي هو المجتمع الذي يتعامل أفراده مع بعضهم بأسلوب حضاري، وفق أصول وآداب وسلوكيات معينة. وبالتالي، هذا الأسلوب يطبقونه في تعاملهم مع المجتمعات المختلفة، هذه الآداب والسلوكيات تندرج ضمن الحضارة المميزة لكل مجتمع عن غيره، وتنعكس خصائصها على أفراد هذا المجتمع، ومنهم الدبلوماسي. لذلك، يعرّف الدبلوماسي بأنه مبعوث توجه سياسي معين. من هنا، نرى الدبلوماسية الخليجية النشطة، في الآونة الأخيرة، والتي ساهمت برفع الرصيد العربي وسط العالم، وهذه الدبلوماسية الخليجية في الحد من أي مواقف دولية مناوئة لحملة "عاصفة الحزم". واستطاعت الحد من العنجهية الإيرانية، على الرغم من الجوقة الإعلامية التي قادتها وتقودها أبواقها في الدول العربية، لكنها لم تنجح مقدار أنملة صغيرة في التأثير على مجرى الاستراتيجية العربية الجديدة، أما دولياً فتقدمت روسيا بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يطلب هدنة إنسانية في اليمن، من دون جدوى. وفي مقابل ذلك، كان المشروع العربي أقوى وأنضج، لأنه حمل مبادرة فعلية، تدعو القوى اليمنية المتصارعة للجلوس على طاولة الحوار، من دون قيد أو شرط، لكن المرحلة الجديدة للحوار اليمني لا وجود فيها للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، ولا تقسيم اليمن أو السيطرة على اليمن أو إقصاء طرف من المعادلة السياسية. من هنا، استطاعت دول الخليج أن توحد خطابها ضمن استراتيجية جديدة، تنشط العمل العربي، وتفرض شروطاً للتفاوض والحل، من دون استخدام الخطاب المذهبي، أو القومي، ما ساعد هذه الدول في كسب تأييد الدول الإقليمية المجاورة في حربها ضد العصابات والمليشيات، والعودة إلى منطق الدولة.
لم تنجح إيران في جرّ المنطقة إلى استخدام خطاب مذهبي طائفي، نجحت في استخدامه سابقاً في حربها ضد الدول العربية التي عمدت إلى تفكيك منطق الدولة والمؤسسات فيها، من خلال استخدام السلاح والتهديد بالفوضى.
ليس التحالف العربي قوة احتلال، بل قوة مساعدة، طلبها رئيس الدولة المنتخب، والجميع يعرف معنى هذا في القانون الدولي. ليس الشعب اليمني معادياً للقوات العربية التي تساعده ضد ظلم الديكتاتور وسطوة العصابة. ليس اليمن في حاجة للحملة البرية، لأن الشعب اليمني يريد تنظيم صفوفه، وإعادة الاعتبار لجيشه، وقواتها التي شرذمها صالح، وأنهكتها العصابات في حربها. الجنوب يخوض حربه ضد المليشيات، والعرب لا يهمهم ماذا تفكر إيران، بل أضحى واضحاً إن إيران تترك خدامها لمصيرهم، وليس لها القدرة سوى على التخريب، ولن يكون في وسعها مواجهة العالم السني الذي ملّ من إيران وقادتها وملاليها وتصرفاتهم الصبيانية.
لم تنجح إيران في جرّ المنطقة إلى استخدام خطاب مذهبي طائفي، نجحت في استخدامه سابقاً في حربها ضد الدول العربية التي عمدت إلى تفكيك منطق الدولة والمؤسسات فيها، من خلال استخدام السلاح والتهديد بالفوضى.
ليس التحالف العربي قوة احتلال، بل قوة مساعدة، طلبها رئيس الدولة المنتخب، والجميع يعرف معنى هذا في القانون الدولي. ليس الشعب اليمني معادياً للقوات العربية التي تساعده ضد ظلم الديكتاتور وسطوة العصابة. ليس اليمن في حاجة للحملة البرية، لأن الشعب اليمني يريد تنظيم صفوفه، وإعادة الاعتبار لجيشه، وقواتها التي شرذمها صالح، وأنهكتها العصابات في حربها. الجنوب يخوض حربه ضد المليشيات، والعرب لا يهمهم ماذا تفكر إيران، بل أضحى واضحاً إن إيران تترك خدامها لمصيرهم، وليس لها القدرة سوى على التخريب، ولن يكون في وسعها مواجهة العالم السني الذي ملّ من إيران وقادتها وملاليها وتصرفاتهم الصبيانية.
مقالات أخرى
28 يونيو 2015
06 مايو 2015
26 ابريل 2015